منابرأهل الأثر
فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال 829894
ادارة المنتدي فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال 103798
منابرأهل الأثر
فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال 829894
ادارة المنتدي فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال 103798
منابرأهل الأثر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى إسلامي للقرآن الكريم والمحاضرات والخطب الدينية الصوتية والمرئية والكتابات الإسلامية
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال _online.gif?rnd=0


 

 فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور السلفية
العضو المتميز
العضو المتميز
نور السلفية


فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال E8s7dt
عدد المساهمات : 1050
نقاط : 1440
تاريخ التسجيل : 05/11/2009
العمر : 38
الموقع : اشتقت لجمعكم يا اخوة الخير حياكم ربي

فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال Empty
مُساهمةموضوع: فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال   فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال I_icon_minitimeالسبت 21 نوفمبر 2009, 5:52 pm

هل الملائكة مخيرون أم مسيرون ؟
السؤال: هل الملائكة مخيرون أم مسيرون ؟!

الجواب :

الحمد لله

أولا :

إطلاق هذا السؤال : هل العبد مسير أو مخير ، لم يكن معروفا في كلام المتقدمين ؛ لحرصهم على التقيد بألفاظ الشرع ، وعدم الخروج عنها ، مع كونهم أهل لسان وفصاحة وحكمة .

قال ابن عثيمين رحمه الله :

" هذه العبارة لم أرها في كتب المتقدمين من السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، ولا في كلام الأئمة ، ولا في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ، أو ابن القيم أو غيرهم ممن يتكلمون ، لكن حدثت هذه أخيرا ، وبدءوا يطنطنون بها : " هل الإنسان مسير أم مخير؟ " انتهى .

مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (3 / 215)



وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :

هل الإنسان مسير أم مخير ؟

فأجاب :

" هذا اللفظ لم يرد في الكتاب ولا في السنة ، بل الذي دلاَّ عليه أن الإنسان له مشيئة ويتصرف بها ، وله قدرة على أفعاله ، ولكن مشيئته محكومة بمشيئة الله كما قال تعالى : ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/28، 29 فليست مشيئته مستقلة عن مشيئة الله ، ولفظ : مخير ومسير . لا يصح إطلاقهما ، فلا يقال : الإنسان مسير . ولا يقال : إنه مخير . بل لابد من التفصيل ، فإن أريد أنه مسير بمعنى أنه مجبور ولا مشيئة له ، ولا اختيار ، فهذا باطل ، وإن أريد أنه مسير بمعنى أنه ميسر لما خلق له ، وأنه يفعل ما يفعل بمشيئة الله وتقديره ، فهذا حق ، وكذلك إذا قيل إنه مخير وأريد أنه يتصرف بمحض مشيئته دون مشيئة الله ، فهذا باطل ، وإن أريد أنه مخير بمعنى أن له مشيئة واختيارًا وليس بمجبر ، فهذا حق " انتهى من موقع الشيخ .



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



وقال علماء اللجنة :

" الإنسان مخير ومسير ، أما كونه مخيرا فلأن الله سبحانه أعطاه عقلا وسمعا وبصرا وإرادة فهو يعرف بذلك الخير من الشر والنافع من الضار ، ويختار ما يناسبه ، وبذلك تعلقت به التكاليف من الأمر والنهي ، واستحق الثواب على طاعة الله ورسوله والعقاب على معصية الله ورسوله . وأما كونه مسيرا فلأنه لا يخرج بأفعاله وأقواله عن قدر الله ومشيئته " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (3 / 514)



وهذا يعني أن من له مشيئة وإرادة فهو مخير ، ولكن لا تخرج مشيئته وإرادته عن مشيئة وإرادة الله .



ومعلوم أن الملائكة لهم إرادة ومشيئة ، ولكنهم ليسوا في ذلك كالجن والإنس ، فهم مجبولون على الطاعة والإيمان ، وقد جاءت النصوص بأنهم يحبون ويكرهون ، وأنهم يستغفرون للذين آمنوا ، ويستغفرون لمنتظري الصلاة ، ويدعون للمنفقين بالخلف ، ويدعون على الممسكين بالتلف ، إلى غير ذلك .

وقال الله تعالى :

( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/30

هذا مع قولهم : ( سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ) البقرة/32

فلم يمنع قصر علمهم على ما علمهم الله أن يقولوا : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) وهو ما يدل على إرادتهم ومشيئتهم .



وروى البخاري (1339) ومسلم (2372) – واللفظ له - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أنه َقَالَ : ( جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ : أَجِبْ رَبَّكَ . قَالَ فَلَطَمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا ، قَالَ فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ : إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي . قَالَ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ ) ... الحديث .

فرجوع ملك الموت عليه السلام إلى الله تعالى ، وقوله : ( إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ ) دليل على أن له إرادة ومشيئة ، وليس في الحديث أنه كان يعلم ذلك سلفا .



وقال الإمام أحمد (10521) حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ وَيُونُسُ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يُونُسُ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَدْ كَانَ مَلَكُ الْمَوْتِ يَأْتِي النَّاسَ عِيَانًا ، قَالَ فَأَتَى مُوسَى فَلَطَمَهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَأَتَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ : يَا رَبِّ عَبْدُكَ مُوسَى فَقَأَ عَيْنِي ، وَلَوْلَا كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَعَنُفْتُ بِهِ . وَقَالَ يُونُسُ : لَشَقَقْتُ عَلَيْهِ ... ) الحديث . صححه الألباني في "مختصر العلو" (ص75)

فقوله : ( وَلَوْلَا كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَعَنُفْتُ بِهِ ) أو ( لَشَقَقْتُ عَلَيْهِ ) دليل على أن له إرادة واختيار .



وروى البخاري (3470) ومسلم (2766) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ لَا فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً . ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ ، فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ .

فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ ؛ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ . فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ . فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ . فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ ) .



فهذا يدل على أنهم مخيرون ، ولهم إرادة في الفعل ومشيئة ، إلا أن ذلك منهم على وجه العصمة ، وعدم الخروج عما خلقوا لأجله من طاعة الله تعالى وعدم المخالفة .



وأمثال هذه النصوص كثير لا يحصى .



فالصواب أن يقال : نَصِفُ ملائكة الرحمن سبحانه وتعالى بما وصفهم به الله ، ونقتصر عليه ، ولا حاجة بنا إلى اختراع ألفاظ موهمة ، والاختلاف حولها ، والانشغال بذلك بما يوقع في الجدال والشقاق والنزاع .

ولا أسلم ولا أغنم من اتباع ألفاظ الشرع والاقتصار عليها .

قال الله عز وجل : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ) الأنبياء / 26 - 29

وقال تعالى : ( عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/ 6

وقال تعالى : ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) التكوير / 19 - 21

قال ابن كثير رحمه الله :

" أي : له وجاهة ، وهو مسموع القول مطاع في الملأ الأعلى .

قال قتادة : ( مُطَاعٍ ثَمَّ ) أي : في السموات ، يعني : ليس هو من أفناد الملائكة ، بل هو من السادة والأشراف ، مُعتَنى به ، انتخب لهذه الرسالة العظيمة .

وقوله : ( أَمِينٍ ) صفة لجبريل بالأمانة ، وهذا عظيم جدا أن الرب عز وجل يزكي عبده ورسوله الملكي جبريل كما زكى عبده ورسوله البشري محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله :

( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ) .

"تفسير ابن كثير" (8 / 339)



ولكن هذا لا يمنع من القول بأن الملائكة عليهم السلام مخيرون ، غير أنهم لا يخرجون عن طاعة الله تعالى ؛ لأنهم مجبولون عليها ، مخلوقون لها ، ليس العصيان من صفاتهم .

كما أنهم مسيرون فيما لا قدرة لهم فيه ، كالحال في غيرهم من مخلوقات الله .

وينظر جواب السؤال رقم (138506) .



والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور السلفية
العضو المتميز
العضو المتميز
نور السلفية


فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال E8s7dt
عدد المساهمات : 1050
نقاط : 1440
تاريخ التسجيل : 05/11/2009
العمر : 38
الموقع : اشتقت لجمعكم يا اخوة الخير حياكم ربي

فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال   فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال I_icon_minitimeالسبت 21 نوفمبر 2009, 5:55 pm

اعتادوا على صنع وليمة بعد صلاة التراويح للأقارب فهل يعد هذا بدعة
السؤال: تعودنا يا شيخ من أكثر من 15 سنه بإعداد وليمه ندعو لها الأقارب للإفطار والعشاء بعد التراويح ، والآن تعتبر عادة ، حتى بعد وفاة والدنا يرحمه الله والمسلمين أجمعين . ومن يتركها يتعيب بذلك ؛ فهل هي بدعة وإن دخل فيها الرياء ومراعاة الناس والخوف من همزاتهم ؟!

الجواب :

الحمد لله

أولا :

من أعمال الخير التي حث الشرع عليها ، وبشر فاعلها بعظيم الأجر عند ربه : إطعام الطعام.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ :

( أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ )

رواه الترمذي (2485) وقال : "حَدِيثٌ صَحِيحٌ" ، وصححه الألباني .

والأحاديث في هذا كثيرة .

وما ذكر من الاجتماع على ذلك العشاء ، بعد صلاة التراويح ، ليس من البدع في شيء ، فبعض الناس اعتاد أن يجعل عشاءه في هذا الوقت ، واعتاد ـ كذلك ـ أن يكون اجتماعه مع أهله وأقاربه في ذلك الوقت ، بعد الفراغ من الصلاة ، وكل هذا لا بأس به ، إن شاء الله ، ما دام تخصيص هذا الوقت ليس لاعتقاد فضيلة خاصة به ، بل هو لما اعتاده الناس من الاجتماع حينئذ .

ثانيا :

المحذور فيما ذكر من اجتماعكم ذلك : هو أن يجعل سنة راتبة ، أو أمرا لازما على أهل البيت ، أو على أحد من الناس ، إن تركها عجزا عن إقامتها ، أو شغلا عنها ، أو لغير ذلك من الأعذار : تعيب بها ؛ فهذا لا شك هو من تكليف الناس وإلزامهم بما لا يلزمهم ، والعيب إنما هو بترك الواجب ، كإكرام الضيف ، أو النفقة الواجبة ، ونحو ذلك ، أما أن يعتاد الناس شيئا ، ثم تصبح هذه العادة دينا لازما في عنقه ، إن تركه ذمه الناس بذلك وعابوه ، فهذا هو الخطأ الذي ينبغي تنبيه الناس إليه ، ومتى وصل الأمر إلى ذلك الحد : كان من المستحسن تركه أحيانا ، حتى لمن يقدر عليه ، من أجل أن ينقطع اعتياد الناس عليه ، وتكلفهم له ، حتى ربما تحلموا ما لا طاقة لهم به لأجل ذلك .

ثالثا :

ينبغي للمرء أن يجاهد نفسه في إخلاص عمله لله عز وجل ، متى كان عبادة يتقرب بها إلى ربه ، وأن يحذر في سائر أمره أن يتطرق إلى قلبه محبة الشهرة والسمعة بين الناس ؛ وإذا كنا قد ذكرنا أن إطعام الطعام هو قربة إلى الله ، وأمر رغب الشرع فيه ، فينبغي أن يكون ذلك خالصا لوجه ربه : من إطعام المحتاج والمسكين ، وصلة الأرحام ، وبذل الفضل للمسلمين ؛ وبذلك أثنى الله على عباده الصالحين ، قال تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ) الإنسان/8-10 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" أخبر عنهم أنهم إنما فعلوا ذلك لوجه الله ، وأنهم لا يريدون ممن أطعموه عوضا من أموالهم ، ولا ثناء عليم بألسنتهم ، كما يريده من لا إخلاص له بإحسانه إلى الناس ، من معاوضتهم ، أو الشكور منهم ؛ فتضمن ذلك : المحبة ، والإخلاص ، والإحسان " . انتهى .

"جامع المسائل " (1/72) .

وقال الشيخ السعدي رحمه الله :

" ويقصدون بإنفاقهم وإطعامهم وجه الله تعالى، ويقولون بلسان الحال: { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا } أي: لا جزاء ماليا ولا ثناء قوليا " انتهى .

"تفسير السعدي" (901) .

وينبغي تنبيه الناس إلى أنه إذا آل الأمر بمثل ذلك إلى أن يفعل رغبة في رضي الناس وسكوتهم عن الفاعل ، ولو لم يكن هناك دافع داخلي لديه : كان ترك مثل ذلك ـ في أقل أحواله ـ خيرا من فعله ؛ ولأجل ذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه : ( نَهَى عَنْ طَعَامِ الْمُتَبَارِيَيْنِ أَنْ يُؤْكَلَ ) .

رواه أبو داود (3574) وصححه الألباني ، لكن أكثر الرواة رووه مرسلا .

قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُتَبَارِيَانِ هُمَا الْمُتَعَارِضَانِ بِفَعَلَيْهِمَا ، يُقَال تَبَارَى الرَّجُلَانِ إِذَا فَعَلَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا مِثْل فِعْل صَاحِبه ، لِيُرَى أَيُّهُمَا يَغْلِب صَاحِبه .

وَإِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الرِّيَاء وَالْمُبَاهَاة ، وَلِأَنَّهُ دَاخِل فِي جُمْلَة مَا نُهِيَ عَنْهُ مِنْ أَكْل الْمَال بِالْبَاطِلِ " انتهى من " عون المعبود " .

على أنه متى كان العرف السائد في البلد أو القبيلة ، يقتضي أمرا من مثل تلك المباحات ، وتكلفه المرء : ذبا عن عرضه ، ودفعا لقالة السوء عن نفسه : فلا بأس عليه بذلك ، والذب عن النفس ، ودفع التهم عنها أمر محمود ، ما استطاع المرء إلى ذلك سبيلا .

والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور السلفية
العضو المتميز
العضو المتميز
نور السلفية


فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال E8s7dt
عدد المساهمات : 1050
نقاط : 1440
تاريخ التسجيل : 05/11/2009
العمر : 38
الموقع : اشتقت لجمعكم يا اخوة الخير حياكم ربي

فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال   فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال I_icon_minitimeالسبت 21 نوفمبر 2009, 5:56 pm

حصلت مشاكل بين أمه وزوجته وأمه تريد منه أن يعيش بعيداً عنها
السؤال: العلاقة بين أمي وزوجتي ساءت جداً ، لدرجة أن والدتي لا تريد أن ترى وجه زوجتي ، وتريدنا أن نعيش بمفردنا ، ولكني غير مستعد لترك والدتي ، لأنني الابن الأكبر في الأسرة ، كذلك لا أريد أن أغضبها ، فهل أطلق زوجتي ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

ليس من شك في أن الأم هي أعظم الناس حقا على ولدها ، وأن برها من أوجب الواجبات عليه ، قال الله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) الإسراء/23 .

وإذا كان الله تعالى قد أمر بالإحسان إلى غيرهما ، ممن يجب على العبد الإحسان إليه ، كما قال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) النساء/36 ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعطاء كل ذي حق حقه . [ ينظر : صحيح البخاري (1968) ] ؛ فإن حق الوالدين ، ولا سيما الأم مقدم على حقوق الناس جميعا :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ ) .

رواه البخاري (5971) ومسلم (2548) .

لكن ذلك لا يعني ألا يعطي الإنسان الآخرين حقوقهم ، بل الواجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه ، كما سبق ذكره ، ويوازن بين هذه الحقوق ، ويجمع بين ما يقدر عليه من المصالح ، ويحسن سياسة بيته وشأنه .



ثانيا :

هذه المشكلات بين الزوجة والأم مكرورة ، وقديمة أيضا ؛ لكن العاقل الموفق من يحسن النظر في أموره ، ويقلل منها قدر المستطاع ، ويغلق أبوابها ، ولأجل ذلك كان من حقوق الزوجة على زوجها أن يفردها بسكن مستقل .

جاء في "الموسوعة الفقهية" (25/109) :

" الْجَمْعُ بَيْنَ الأْبَوَيْنِ وَالزَّوْجَةِ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ لاَ يَجُوزُ ( وَكَذَا غَيْرُهُمَا مِنَ الأقَارِبِ ) ، وَلِذَلِكَ يَكُونُ لِلزَّوْجَةِ الاِمْتِنَاعُ عَنِ السُّكْنَى مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ؛ لأَِنَّ الاِنْفِرَادَ بِمَسْكَنٍ تَأْمَنُ فِيهِ عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِهَا حَقُّهَا ، وَلَيْسَ لأِحَدٍ جَبْرُهَا عَلَى ذَلِكَ .

وَهَذَا مَذْهَبُ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ .

وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى التَّفْرِيقِ بَيْنَ الزَّوْجَةِ الشَّرِيفَةِ وَالْوَضِيعَةِ ، وَقَالُوا بِعَدَمِ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الزَّوْجَةِ الشَّرِيفَةِ وَالْوَالِدَيْنِ ، وَبِجَوَازِ ذَلِكَ مَعَ الزَّوْجَةِ الْوَضِيعَةِ ، إِلاَّ إِذَا كَانَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْوَضِيعَةِ وَالْوَالِدَيْنِ ضَرَرٌ عَلَيْهَا . " . انتهى .

ولا شك أن الصورة التي ذكرتها للعلاقة بين أمك وزوجتك تدل على أن اجتماعهما في منزل واحد غير ممكن ، وأن التفريق بينهما واجب ، لا سيما وأن الأم هي التي طلبت ذلك ، فيتوجب عليك المسارعة به ، وليس من الرأي في شيء أن تفكر في الحل الآخر ، وهو طلاق زوجتك ، فإن هذا ليس حلا للمشكلة ، لا سيما إذا كان لك منها ولد ؛ ثم إن المشكلة قابلة لأن تتكرر مع أي زوجة أخرى تسكنها مع أمك في بيت واحد .

فالرأي الذي ينبغي عليك أن تسارع فيه ، قدر طاقتك ، هو أن تبحث عن سكن مستقل تجعل فيه زوجتك ، وإذا كنت راغبا في أن تكون قريبا من أمك ، دائم الصلة بها والرعاية لها : فاجتهد في أن يكون مسكنك الجديد أقرب ما يكون من مسكن أمك ، بحيث يمكنك الدخول عليها كلما جئت أو رحت . وبهذه الطريقة تستطيع الجمع بين الإحسان إلى أمك ، وإراحتها من عناء المشكلات مع زوجتك ، ودوام الصلة بها ، مع القيام بما يجب لزوجك عليك من العشرة بالمعروف ، وإسكانها حيث ينبغي لها .

وينظر : جواب السؤال رقم (97810) .

نسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويصلح لك شأنك .



والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عمار الأثري
المدير العام
المدير العام
أبو عمار الأثري


عدد المساهمات : 2064
نقاط : 2347
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
الموقع : منابر الهدى الأثرية

فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال   فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال I_icon_minitimeالسبت 21 نوفمبر 2009, 10:10 pm

جزاك الله كل الخير أختي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abuamar.ahlamontada.net
نور السلفية
العضو المتميز
العضو المتميز
نور السلفية


فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال E8s7dt
عدد المساهمات : 1050
نقاط : 1440
تاريخ التسجيل : 05/11/2009
العمر : 38
الموقع : اشتقت لجمعكم يا اخوة الخير حياكم ربي

فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال   فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال I_icon_minitimeالأحد 22 نوفمبر 2009, 4:51 pm

امينو اياك هلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فتاوى متنوعة ومختارة من اسلام جواب وسؤال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتاوى متنوعة
» فتاوى متنوعة من موقع الاسلام سؤال وجواب2
» فتاوى متنوعة من موقع الاسلام سؤال وجواب
» فتاوى للشيخ ابن باز
» فتاوى قيمة ومتنوعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منابرأهل الأثر :: المنبر الإسلامي الحر :: منبر الفتاوى الشرعية-
انتقل الى: