حكم التسمية بأسماء الله
السؤال : ما حكم التسمية بأسماء الله مثل : كريم وعزيز ونحوهما ؟
الجواب :
الحمد لله
"التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين :
الوجه الأول : وهو على قسمين :
القسم الأول : أن يُحلَّى بـ "ال" ففي هذه الحالة لا يُسمَّى به غير الله عز وجل ، كما لو سميت أحداً بالعزيز والسيد والحكيم وما أشبه ذلك ، فإن هذا لا يسمى به غير الله ، لأن "ال" هذه تدل على لمح الأصل ، وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم .
القسم الثاني : إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ "ال" فإنه لا يسمى به ، ولهذا غَيَّر النبي صلى الله عليه وسلم كُنْيَةَ أبي الحَكَم التي تَكَنَّى بها ، لأن أصحابه يتحاكمون إليه ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : (إنّ اللهَ الحَكَمُ ، وإليه الحُكْم) ثم كناه بأكبر أولاده شُريح . فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظاً بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع ، لأن التسمية تكون مطابقة تماما لأسماء الله سبحانه وتعالى ، فإن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف ، لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم .
الوجه الثاني : أن يتسمى بالاسم غير محلى بـ "ال" وليس المقصود معنى الصفة ، فهذا لا بأس به مثل : "حكيم" ، ومن أسماء بعض الصحابة : "حَكِيم بن حِزَام" الذي قال له النبي عليه الصلاة والسلام : (لا تَبعْ ما لَيْسَ عِنْدَكَ) وهذا دليل على أنه إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به .
لكن في مثل "جبار" لا ينبغي أن يتسمى به وإن كان لم يلاحظ الصفة ، وذلك لأنه قد يؤثر في نفس المُسمَّى فيكون معه جبروت وعلو واستكبار على الخلق . فمثل هذه الأشياء التي قد تؤثر على صحابها ينبغي للإنسان أن يتجنبها. والله أعلم" انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
"فتاوى العقيدة" (صـ 37) .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله "فتاوى العقيدة" (صـ 37) .
حكم حل السحر بالسحر
السؤال :
كَثُرَ الكلام في الآوِنَةِ الأخيرة عن حُكم حَلِّ السِّحْرِ بالسِّحْر ...فما قولُكُم في ذلك ؟
الجواب :
ذَكَرْنَا مِرَاراً أنَّ حَلِّ السِّحر بالنُّشْرَة وجَاءَتْ على لِسَان بعضِ السَّلَف وأنَّهُم أجازُوا النُّشْرَة وابنُ القيِّم لهُ تفصِيل في المُرَاد بالنُّشْرَة إنْ كَانَتْ بالأَدْعِيَة والرُّقَى الشَّرعيَّة فلا بأسَ بِها وهِيَ التِّي يُرادُ بها النَّفْع ،نفعِ النَّاس وهِيَ جَائِزَة وإنْ كَانْ المُراد بالنُّشْرَة حَلِّ السِّحر بِسِحْرٍ مِثلهِ فلا يجُوز البَتَّة لأنَّهُ تَواطُؤ على الشِّرْكِ الأكْبَر ، فالذِّي حَرَّمَ الذَّهَاب إلى السَّاحِر في المَرَّةِ الأُولَى يُحَرِّمُهُ في المَرَّةِ الثَّانية لأنَّ السِّحر لا يَخْتلِف لا يُمْكِن أنْ يُوجَد سِحْر إلاّ بِشِرْك ولا يُمكِنْ أنْ يُحَل السِّحر عنْ طَريقِ سَاحِرْ إلاّ بِشِركٍ مِثْلِهِ لا يُمْكِنْ أنْ يَقَعْ هذا ، لا يُمْكِنْ أنْ يُحَلَّ السِّحْر إلاّ بِتقديم وتَقْريب .
والسَّاحر بَدَلاً منْ أنْ يكُون مُجْرِماً أَثِيماً حَدُّهُ القَتْل يَكُونُ مُحْسِناً مُتَفَضِّلاً ’ يَنْبَغِي أنْ تُسَهَّلُ لهُ الأُمُور ويَفْتَحْ له عِيَادَاتْ لأنَّهُ مُحْسِنْ يَكْشِفُ الضَّرُوراتْ عن النَّاس يَكْشِفُها بماذا ؟؟؟ بالشِّرْك الأكْبَر نسأل الله السَّلامة والعافية ... فهل يُمْكِن أنْ يُقَال بِمِثْلِ هذا ؟
يُحْفَظْ عنْ بعضِ أتْبَاع المَذَاهِبْ أنَّهُ فَهِمْ منْ كلامِ السَّلَف في النُّشْرَة وحَمَلَها على السِّحر ، نعم ، النُّشْرَة حلُّ السِّحْر عن المَسْحُور ؛ لكنْ إنْ كانتْ بِطريقةٍ شرعيَّة لا بأْسَ بها وإنْ كانتْ بِطَريقةٍ مُحَرَّمَة فَهِيَ مُحرَّمَة يَعْنِي كَمَنْ يُريدُ قَضَاء شهوتِهِ ... هل نقُولُ لكلِّ منْ أرادَ أنْ يقضِي شهوتِهِ مُباح ؟ إنْ قَضَاهَا بِطَريقٍ مَشْرُوع أُجِرَ على ذلك ، وإنْ قَضَاهَا بِطَريقٍ مَمْنُوع أَثِمَ بِذلك فالشِّرك الأكْبَر لا يُمْكنْ أنْ يُتَساهلُ فيه ولوْ لمْ يَكُنْ في ذلك إلا أنه تَشْريع للسِّحر والسَّحَرَة والتَّعَامُل مَعَهُم على هذا الأساس وأنَّهُمْ مُحْسِنُونْ ... فالفَتْوَى بِمِثْلِ هذا إقْرَارٌ بالشِّركِ الأكْبَر نسألُ الله السَّلامة والعافية وإنْ نُقِلَ عَمَّنْ نُقِلْ عنْ بعضِ أتْبَاعِ المَذَاهِبْ لكِنْ الشِّرْك لا مُسَاوَمَةَ عليه ، قدْ يَقُول الإنْسَانْ ضَرُورة ... ضَرُورة لَكِنَّها مُصِيبَة عليهِ أنْ يَصْبِر ويَحْتَسِبْ كما لوْ حَصَلَ لهُ حَادِثْ وَبَقِيَ مَشْلُولاً بَقِيَّة عُمرِهِ ... ماذا يُقال عنهُ مثل هذا ؟ نعم ... هذا يَصْبِر وَيَحْتَسِبْ كَمَنْ سُحِرْ واسْتَمَرَّ سِحْرُهُ ما أَجْدَى فيهِ النُّشْرَة المَشْرُوعَة ما انْحَلَّ السِّحْر عنهُ عليهِ أنْ يَصْبِرْ ويَحْتَسِبْ ومَنْ يُرد الله بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ هذهِ مُصيبَة ... والله المُستعان .
مراد مؤلف الزاد بالعلك
السؤال: ذكر مؤلف الزاد (العلك) فيما يكره، فهل المراد به اللبان المعروف؟
الجواب:
المقصود به العلك الذي لا طعم له، ولا يتحلل منه شيء يدخل الجوف إنما هو مجمّ للريق، وجمع الريق وابتلاعه هذا فيه الكراهة عند أهل العلم، فما يولد هذا مكروه كالعلك الذي يذكرونه مما لا يتحلل ويذهب إلى الجوف منه شيء، وليس له طعم.
النقاب للمحرمة
السؤال: النقاب للمرآة مُحَرَّم لكن إذا وضعت على عينيها ثقب واحد مستطيل للعينين كلاهما هل يحرم ؟
الجواب:
يحرم أيضاً؛ لأنه نقاب، فالنقاب هو الثقب في غطاء الوجه، وهذا يشمله بل أولى؛ لأنه نقاب وسفور في الوقت نفسه.