الفقه الميسر, طريق العبادة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد:-

فاليوم بإذن الله جل وعلا سنبدأ شرح الفقه ونأمل من الأعضاء المشاركة الفعالة معنا حتي

يردونا إن أخطأنا أو نوضح مبهما وسنبدأ بإذن الله

بكتاب الطهارة كما تعودنا ذلك في كتب علمائنا ونحن هنا بصدد نقل فقه هؤلاء العلماء ولكن

بطريقة مختصرة مع سوق الدليل والإجماع مع العلم أنه لاينال العلم اثنان مستحي ومتكبر .

كتاب الطهارة


الطهارة:-

لغة:- هي النظافة تقول طهرت الثوب أي نظفته.

وشرعا:- هي رفع الحدث وإزالة النجس.

والمطهر أربعة أشياء:-

الماء - التراب - الدباغ للجلود - التخلل للخمر.

أولا:- الماء وأقسامه أربعة أقسام:-

1- الماء المطلق:- هو طهور أي طاهر في نفسه مطهر لغيره يرفع الحدث

ويزيل النجس وهو الماء الباقي علي أصل خلقته أي لالون له ولاطعم ولا رائحة

قال تعالي((وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً (( ويدخل في ماء البحر والبئر والثلج والبرد ( الندي)

والماء الذي تغير لونه بطول المكث أي بطول التخزين لا بأس به.

2- الماء الستعمل :- وهو المنفصل عن أعضاء المتوضئ والمغتسل وهذا تصح الطهارة به

لأنه مازال علي أصل خلقته لما رواه أبوداود عن الربيع بنت معوذ في وصفها لوضوء النبي

قالت (( ومسح رأسه من فضل ماء كان بيده)) صحيح.

3- الماء الذي خالطه طاهر له حالتان :-

أ- ألا يغير هذا الطاهر لون الماء ولا رائحته ولا طعمه فهنا يكون الماء طهور أي طاهر في

نفسه مطهر لغيره. لما رواه أحمد بسند صحيح عن أم هانئ قالت (( اغتسل النبي

وميمونة من قصعة واحدة فيها أثر العجين)) وهذا دل علي المخالطة ولكنها لم تبلغ تغيير

أحد أوصاف الماء الثلاثة.

ب- أن تتغير أحد أوصاف الماء الثلاثة فيكون الماء في هذه الحالة طاهر غير مطهر.

4- الماء الذي خالطته نجاسة له حالتان :-

أ- ألا تتغير أحد أوصاف الماء الثلاثة فيكون الماء طهور أي طاهر في نفسه مطهر لغيره

والدليل علي هذا ما رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال : قيل يارسول الله : أنتوضأ

من بئر بضاعة : قال: (( الماء طهور لا ينجسه شئ)) صحيح , وبئر بضاعة بئر تلقي بها النتن

والميتة ولكنها لم تستطع تغيير أحد أوصاف الماء .

ب- أن يغير أحد أوصاف الماء الثلاثة فيكون نجس بالإجماع.

أما بالنسبة للماء المشمس أي المسخن فلا بأس به ولكن ماروي عن عمر بن الخطاب

موقوفا ((أنه يورث البرص)) فهذا يحمل الماء المشمس علي الكراهة إذا كان في آنية

النحاس والرصاص والحديد لأن هذه الآنية عند التسخين تخرج منها بعض أجزائها المتفاعلة

مع الحرارة وهذه تولد البرص وإذا كان في البلاد شديدة الحرارة فتسخين الماء مع شدة الحر

يسبب البرص.

ثانيا:- النجاسات:-

1-الميتة :- وهي كل مامات دون ذبح شرعي لقوله تعالي((قُل لاَّ أَجِدُ

فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ )).

ويلحق بالميتة ما قطع من البهيمة وهي حية و الحيوان الغير مأكول اللحم حتي ولو ذبح

بطريقة شرعية

ويستثني من ذلك ميتة السمك والجراد وعظم الميتة وشعرها وقرنها وظفرها وجلد الميتة

إذا دبغ والدباغ هو غسل الجلد بالملح أو غيره حتي يزال ما هو عالق به ويكون محفوظا لا

يتعفن وأنفحة الميتة ولبنها طاهر أيضا وميتة ما لادم له كالنمل والذباب إلي آخر ذلك.

2- الخنزير :-

لقوله تعالي ((قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ((.

3- بول الآدمي ورجيعه:-

لما رواه البخاري عن ابن عباس قال : مر رسول الله بحائط من حيطان المدينة فسمع صوت

إنسانين يعذبان في قبورهما فقال(( يعذبان وما يعذبان في كبير)) ثم قال: ((بلي كان

أحدهما لاستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة بين الناس)) وفي رواية عند مسلم(( لايستنزه من بوله)).

والغائط لما رواه أبوداود عن أنس قال : كان النبي إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغتسل به.

ويدخل في هذا بول الصبي إذا كان ذكرا يكتفي بالرش علي الموضع الذي بال فيه وإن كانت

أنثي يغسل الموضع الذي بالت فيه لما رواه أبوداود عن أبي السمح قال : قال رسول الله (( يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام)) صحيح.

4-بول وروث الحيوان:-

أ- إذا كان مأكول اللحم فبوله وروثه طاهر لما رواه البخاري عن أنس قال : أن رهطا من عكل

أو عرينة اجتووا بالمدينة فأمر لهم رسول الله بلقاح (أي نافة ) وأمرهم أن يخرجوا فيشربوا أبوالها وألبانها.

ب- أما غير مأكول اللحم فبوله وروثه غير طاهر لما رواه البخاري عن ابن مسعود قال : أتي

النبي الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده فأخذت روثة فأتيته بها فأخذ ا

الحجرين وألقي الروثة وقال ((هذا رجس)) وفي بعض الروايات الآخري أنها روثة حمار.

5- لعاب الكلب:-

لما رواه مسلم عن رسول الله قال (( طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب فليغسله سبع
مرات أولاهن بالتراب)) وفي رواية أخري لمسلم ((إحداهن بالتراب)),

6-الدم:-

الدم النجس هو دم الحيض أما غيره من الدماء فالراجح أنها طاهرة لما روي أن أحد الصحابة

قام ليحرس النبي وأصحابه عندما ناموا في إحدي أسفارهم أو غزواتهم فقام ليصلي فجاء

رجل من المشركين فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه فعل ذلك ثلاث مرات رواه أبوداود بسند صحيح.

7- المذي والودي:-

أما المذي :- فهو ماء رقيق لزج يخرج عند الشهوة بدون دفق وحكمه أنه نجس لما رواه

البخاري عن علي بن أبي طالب قال: كنت رجلا مذاء فأمرت رجلا أن يسأل النبي لمكان ابنته

فسأل فقال((توضأ واغسل ذكرك)) ويستوي هنا الرجال والنساء.

أما الودي فهو ماء ثخين يخرج بعد البول قال فيه ابن عباس (( المذي والودي ففيهما الوضوء ويغسل ذكره)) رواه البخاري

أما المني فهو طاهر.

9- الخمر:-

القول الراجح هو طهارة الخمر أما قوله تعالي ((إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ )) فالمقصود بالرجس هنا المعنوي وليس الحسي لأن الأنصاب والأزلام ليست نجسة

والخمر وعطوفة عليها فتأخذ نفس الحكم.

هكذا بفضل الله نكون قد أنتهينا من وضع مقدمة بسيطة نتبعها بالوضوء بإذن الله ومعذرة علي الإطالة.

الوضوء:-


لغة:- هو النظافة لأن أصله من الوضاءة وهي النضارة والحسن.

شرعا:- هو استعمال الماء علي أعضاء مخصوصة مفتتحة بالنية .

والوضوء مشروع بالكتاب والسنة والإجماع:-


فأما الدليل من الكتاب قوله جل وعلا ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ

وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ)).

وأما الدليل من السنة ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتي يتوضأ)).

وأما الإجماع فقد أجمعت الأمة علي فرضية الوضوء حتي صار من المعلوم من الدين بالضرورة.

فرائض الوضوء:-


النية::-

وهي عمل قلبي لايجوز التلفظ به والدليل عليها قوله تعالي (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء )).

ولما روه البخاري عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (( إنما الأعمال بالنيات))

التسمية:-

لما رواة ابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (( لا صلاة لمن لا وضوء له ولاوضوء لمن لا يذكر اسم الله عليه))

وظاهر الحديث عدم صحة وضوء من لم يذكر اسم الله عليه ولكن هناك خلاف بين العلماء بمن قول بالوجوب ومن يقول بالإستحباب ولكن الأولي

الأخذ بظاهر الحديث ومن نسي التسمية يعفي عنه لما رواه الحاكم عن رسول الله (( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)) صحيح.

المضمضة والاستنشاق:-

وهي علي خلاف بين العلماء والراحج وجوب المضمضة والاستنشاق .

قال الشوكاني (( القول بالوجوب هو الحق لأن الله سبحانه قد أمر بغسل الوجه ومحل المضمضة والاستنشاق من جملة الوجه))

ولما رواه البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (( إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر))

ولما رواه أحمد بسند صحيح عن لقيط بن صبرة قال : قال رسول الله (( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما))

ومن قال بالوجوب أحمد و ابن المنذر وأبو ثور وغيرهم.

وكيقية المضمضة والاستنشاق ما رواه البخاري عن عثمان (( أن رسول الله تمضمض واستنشق من كف واحد يفعل ذلك ثلاث مرات))

غسل الوجه:-

لقوله تعالي ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ )).

وحد الوجه مابين منبت الشعر الطبيعي إلي منتهي الذقن طولا ومن شحمة الأذن إلي شحمة الأذن عرضا.

غسل اليدين إلي المرفقين:-

لقوله تعالي (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ )).

والغسل يكون بغسل اليد من أطراف الأصابع حتي المرفقين أي أن المرفقين داخلين في الغسل.

مسح الرأس:-

لقوله تعالي((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ )).

والمسح علي الرأس ينقسم إلي ثلاثة أقسام:-

أولا :- مسح جميع الرأس:-

يبدأ بمقدمة رأسه ثم يذهب إلي قفاه ثم يرجع بها الي المكان الذي بدأ منه.

لما رواه البخاري عن عبد الله بن زيد (( أن رسول الله مسح علي رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدمة رأسه ثم ذهب بهما إلي قفاه ثم

ردهما الي المكان الذي بدأ منه))

ثانيا: المسح علي العمامة:-

لما رواه البخاري عن عمرو بن أمية قال: رأيت رسول الله يمسح علي عمامته وخفيه.

ثالثا:- المسح علي ناصية الرأس والعمامة:-

لما رواه مسلم عن المغيرة بن شعبة أن النبي توضأ فمسح بناصيته وعلي العمامة والخفين.

هذه هي الحالات الثلاث لمسح الرأس تفعل كما وردت .

-مسح الأذنين :-

هو علي خلاف بين أهل العلم ولكن الراجح وجوب مسحهما للحدث الذي صححه الشيخ الألباني (( الأذنان من الرأس)) فإذا كانت الأذنان من

الرأس ومسح الرأس واجب فإذا مسح الأذنين واجب ولما رواه ابن حبان بسند حسن عن ابن عباس أن النبي مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما

وباطنهما.

وكيفية المسح أن يدخل السبابتين في الأذنين ويمسحهما من الداخل ويمسح ظاهر الأذنين بالإبهام من الخارج.

غسل الرجلين إلي الكعبين:-

لقوله تعالي ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ))

والكعبان هما العظمان الناتئان في كل قدم وليس أسفل القدم وهذا يسمي عقب.

وغسل الرجلين واجب ولا يكتفي بالمسح كما قالت الشيعة ويجب غسل القدم مع الكعبين وعدم ترك أي جزء بدون غسل لما رواه البخاري

عن ابن عمر قال : تخلف عنا رسول الله في سفرة فأدركنا وقد أرهقنا العصر فجعلنا نتوضأ ونمسح علي أرجلنا قال : فنادي بأعلي صوته ويل

للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثا.

الموالاة:-

والمقصود بها ألا يؤخر غسل عضو حتي يجف الآخر لما رواه أحمد بسند صحيح عن بعض أزواج النبي أن رسول الله رأي رجلا يصلي في ظهر

قدمه قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره رسول الله أن يعيد الوضوء )) وفي رواية (( والصلاة))

والواضح من الحديث أنه لو لم تكن الموالاة فرضا لما أمر رسول الله الرجل أن يعيد الوضوء كان يكتفي بغسل هذا الجزء .

ونكمل في اللقاء القادم سنن الوضوء...........................

نكمل مع الوضوء........

كنا قد ذكرنا فرائض الوضوء ونحن اليوم مع السنن بإذن الله.................

سنن الوضوء

1- السواك:-

لما رواه البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (( لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )) وفي رواية للإمام أحمد

((عند كل وضوء)).

2-غسل الكفين في أول الوضوء:-

لما رواه أحمد عن أوس قال (( رأيت رسول الله توضأ فستوكف ثلاثا - أي غسل كفيه ثلاثا- )) .

3- التثليث في الغسل:-

لما رواه البخاري عن عثمان (( أن النبي توضأ ثلاثا ثلاثا)).

ويجوز التوضأ مرة مرة أو مرتين مرتين.

4- إطالة الغرة والتحجيل:-

والغرة هي غسل شئ زاد علي الوجه من مقدمة الرأس .

والتحجيل هو غسل ما فوق المرفقين والكعبين.

لما رواه مسلم عن أبي هريرة أنه توضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يده اليمني حتي أشرع في العضد ثم غسل يده اليسري حتي أ

أشرع في العضد ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمني حتي شرع في الساق ثم غسل رجله اليسري حتي شرع في الساق ثم قال :

هكذا رأيت رسول الله يتوضأ وقال : قال رسول الله (( أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء)) فمن استطاع منكم أن فليطل غرته

وتحجيله.

5- التيامن:-

لما رواه البخاري عن عائشة قالت : كان رسول الله يحب التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله.

6-دلك الأعضاء:-

لما رواه ابن حبان عن عبد الله بن زيد أن النبي أتي بثلثي مد ماء فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه.

7- الاقتصاد في الماء:-

لما رواه أبوداود بسند صحيح عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله (( سيكون في هذه الأمة قوم يتعدون في الدعاء والطهور))...

8- الدعاء بعد الوضوء:-

لما رواه مسلم عن عر بن الخطاب قال : قال رسول الله (( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا

شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))

9- صلاة ركعتين بعد الوضوء:-

لما رواه البخاري عن عثمان قال رأيت رسول الله توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال (( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لايحدث فيهما

نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه)).

نكمل مع الوضوء........

كنا قد ذكرنا فرائض الوضوء ونحن اليوم مع السنن بإذن الله.................

سنن الوضوء

1- السواك:-

لما رواه البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (( لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )) وفي رواية للإمام أحمد

((عند كل وضوء)).

2-غسل الكفين في أول الوضوء:-

لما رواه أحمد عن أوس قال (( رأيت رسول الله توضأ فستوكف ثلاثا - أي غسل كفيه ثلاثا- )) .

3- التثليث في الغسل:-

لما رواه البخاري عن عثمان (( أن النبي توضأ ثلاثا ثلاثا)).

ويجوز التوضأ مرة مرة أو مرتين مرتين.

4- إطالة الغرة والتحجيل:-

والغرة هي غسل شئ زاد علي الوجه من مقدمة الرأس .

والتحجيل هو غسل ما فوق المرفقين والكعبين.

لما رواه مسلم عن أبي هريرة أنه توضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يده اليمني حتي أشرع في العضد ثم غسل يده اليسري حتي أ

أشرع في العضد ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمني حتي شرع في الساق ثم غسل رجله اليسري حتي شرع في الساق ثم قال :

هكذا رأيت رسول الله يتوضأ وقال : قال رسول الله (( أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء)) فمن استطاع منكم أن فليطل غرته

وتحجيله.

5- التيامن:-

لما رواه البخاري عن عائشة قالت : كان رسول الله يحب التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله.

6-دلك الأعضاء:-

لما رواه ابن حبان عن عبد الله بن زيد أن النبي أتي بثلثي مد ماء فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه.

7- الاقتصاد في الماء:-

لما رواه أبوداود بسند صحيح عن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله (( سيكون في هذه الأمة قوم يتعدون في الدعاء والطهور))...

8- الدعاء بعد الوضوء:-

لما رواه مسلم عن عر بن الخطاب قال : قال رسول الله (( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا

شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))

9- صلاة ركعتين بعد الوضوء:-

لما رواه البخاري عن عثمان قال رأيت رسول الله توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال (( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لايحدث فيهما

نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه)).

نواقض الوضوء:-

1- الخارج من السبيلين :-

سواء أكان غائط أو بول أو غيرهما .

لقوله عز وجل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم

مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً))

ولما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (( لايقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتي يتوضأ)) فقال رجل ما الحدث يا أبا هريرة قال:

فساء أو ضراط.

ولما رواه البخاري عن علي في المذي قول رسول الله (( اغسل مذاكيرك وتوضأ))

ولما رواه ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال : المني والودي والمذي أما المني ففيه الغسل أما الودي والمذي إسباغ الوضوء ويغسل ذكره.

2- النوم:-

وهو النوم الثقيل الذي يذهب معه العقل اما النوم الخفيف الذي يبقي صاحبه مدركا فلا شئ فيه .

لما رواه أحمد عن علي قال: قال رسول الله (( العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ))

ولما رواه أبوداود عن أنس قال : كان أصحاب رسول الله ينتظرون العشاء الآخرة حتي تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون))

3-مس الفرج:-

وهذا إذا مس فرجه بدون حائل أما إذا كان هناك حائل فلا شئ فيه.

لما رواه ابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (( إذا أفضي أحدكم بيده إلي فرجه وليس بينهما ستر ولا حجاب فليتوضأ))

ولما رواه أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (( أيما رجل مس فرجه فليتوضأ وأيما أمرأة مست فرجها فلتتوضأ))

4- أكل لحم الإبل:-

لما رواه مسلم عن جابر بن سمرة قال : سأل رجلا رسول الله فقال: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال :إن شئت فتوضأ فقال : أنتوضأ من لحوم الإبل

قال : نعم فتوضأ من لحوم الإبل))

ولما رواه ابن حبان عن جابر بن عبد الله قال (( أمرنا رسول الله أن نتوضأ من لحوم الإبل))

وكلمة لحم هنا تعني الجمل كله إلا اللبن فإنه ليس من اللحم.

- الدم لاينقض الوضوء سواء كان قليل أو كثير.

- القئ وما يخرج من الجوف لاينقض الوضوء.

- إذا شك المتوضئ هل خرج منه شئ أم لا فيبقي وضوئه صحيح حتي يتيقن ذلك.

وبهذا نكون قد انتهينا من الوضوء ونكون المرة القادمة مع الغسل بإذن الله جل وعلا..........

الغسل


لغة :- سيلان الماء علي الشئ مطلقا.

وشرعا:- سيلان الماء علي البدن مع النية.


مشروعيته:-


قال تعالي (( وإن كنتم جنبا فاطهروا))

وقال تعالي (( فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتي يطهرن))


موجبات الغسل:-


1- خروج المني بشهوة في النوم واليقظة :-

لما رواه البخاري عن أم سلمة أن أم سليم قالت : يارسول الله إن الله لايستحي من الحق فهل علي المرأة غسل إذا

احتلمت قال: ((نعم إذا رأت الماء )) فقالت أم سلمة: وتحتلم المرأة؟ قال رسول الله :

((تربت يداك فبما يشبهها ولدها)).

2-التقاء الختانين:-

لما رواه مسلم عن عائشة قالت : قال رسول الله (( إذا قعد بين شعبها الأربع ثم مس الختان

الختان وجب الغسل))

3- انقطاع دم الحيض والنفاس:-

لما رواه مسلم عن عائشة قالت : أن فاطمة بنت حبيش كانت تستحاض فسألت النبي فقال ((

ذلك دم عرق وليست بالحيضة فإذا اقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا ادبرت فاغتسلي وصلي))

4- الموت:-

لما رواه البخاري عن أم عطية (( أن رسول الله دخل عليهن حين توفيت ابنته زنب فقال (( اغسلنها

ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن)) ))

5- الكافر إذا أسلم:-

لما رواه أحمد عن أبي هريرة أن ثمامة بن أثال أسلم فقال النبي (( اذهبوا به إلي حائط بني فلان

فمروه أن يغتسل))

كيفية الغسل:-


له كيفيتان واحدة علي المعني العام والثانية علي السنة.

فأما التي علي المعني العام فهي تعميم الجسد بالماء.

أما التي علي السنة:-

أن ينوى الغسل ثم يغسل يديه ثلاثا ثم يفرغ بيمينه علي شماله فيغسل فرجه وما أصايه ثم يضرب بيده الأرض أو

الحائط ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يغسل شعره ثلاث مرات حتي يري أن الماي قد وصل إلي أصول الشعر ثم يغسل

سائر بدنه

لما رواه البخاري عن عائشة قالت : (( كان رسول الله إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه ثلاثا وتوضأ

وضوءه للصلاة ثم يخلل شعره بيده حتي إذا ظن أنه قد أروي بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات ثم غسل سائر جسده

))
وفي رواية لميمونة (( وضع رسول الله وضوء الجنابة فأفرغ علي يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثا ثم

أفرغ بيمينه علي شماله فغسل مذاكيره ثم ضرب يده بالأرض أو الحائط مرتين أو ثلاثا ثم تمضمض واستنشق وغسل

وجهه وذراعيه ثم أفاض علي رأسه الماء ثم غسل سائر جسده فأتيته بالمنديل فلم يردها وجعل ينفض الماء بيديه ))

الأغسال المستحبة:-


1- غسل من غسل ميتا :-

وهو مستحب وليس بواجب

2- غسل العيدين.

3- الغسل عند الإحرام.

4- الغسل عند دخول مكة.

5- غسل الوقوف بعرفة.

6- غسل المستحاضة.

7- الغسل بعد الإغماء.

وبهذا نكون قد انتهينا من تبين بسيط للغسل ننتقل بعده إلي صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم ....................

الصلاة:-
[/b]

لغة:- هي الدعاء قال الله عز وجل (( وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم))

وشرعا:- هي التعبد لله تعالي بأقوال وأفعال معلومة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم.


[b]حكم الصلاة:-

واجبة علي كل مسلم عاقل بالغ إلا الحائض والنفساء.

قال الله جل في علاه (( إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا))

وروي البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال : قال رسول الله (( بني الإسلام علي خمس شهادة

أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان)).

وأجمعت الأمة علي أن الله افترض علي عبادة خمس صلوات في اليوم والليلة ومن تركها جاحدا لها منكرا لها يقتله

الحاكم كفرا بعد أن يستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل ومن تركها تكاسلا عنها يستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل حدا والفرق

بين من قتل كفرا ومن قتل حدا أن الذي قتل كفرا يخرج من الملة ولايصلي عليه وليس له ما للمسلمين أما من قتل

حدا فهو مايزال علي الملة وله ما للمسلمين ويصلي عليه..

عدد الصوات المفروضة:-

هم خمس صلوات في اليوم والليلة لما رواه البخاري عن طلحة بن عبيد الله أن أعرابيا أتي النبي فقال: يا رسول الله

ماذا افترض الله علي من الصلاة ؟ فقال (( خمس صلوات )) قال : فهل علي غيرها

قال (( لا إلا أن تطوع))..

وفضل الصلاة مما لايخفي عليكم وكنت أود ذكره ولكننا نريد أن ننهي الصلاة حتي نشرع في أحكام الصيام قبل دخول

الشهر الكريم ..

صفة صلاة النبي


1-النية:-

لقوله تعالي (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء))

ولما رواه البخاري عن عمر قال قال رسول الله (( إنما الأعمال بالنيات ))

والنية علي خلاف بين العلماء فمنهم من يعتبرها شرط للصلاة ومنهم من يعتبرها ركن من أركان الصلاة .

والفرق بينهما أن من قال بأنها شرط أوجب علي المصلي تذكر النية وعدم الذهول عنها وأما

من قال بأنها ركن أوجب علي المصلي الإتيان بها أول الصلاة فقط حتي ولو ذهل عنها لا

شئ عليه.

وللجمع مابين القولين أن الإتيان بالنية في أول الصلاة ركن و استصحابها حكما بمعني ألا يأت بمناف شرعا لها وهذا

شرط

2- القيام مع القدرة عليه :-

لما رواه البخاري عن عمران بن حصين قال : كانت بي بواسير فسألت النبي عن الصلاة فقال ((

صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلي جنب )) وهذا في حالة الفرض ويكون القيام

بأن يقيم عموده الفقري بدون إمالة للأمام وأما في حال النفل فيجوز له الصلاة قاعدا وله نصف أجر القائم.

3- تكبيرة الإحرام:-

وهي ركن من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة إلا بها .

لما رواه أبوداود عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (( مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير

وتحليلها التسليم))

ولقول النبي للمسئ صلاته (( إذا قمت إلي الصلاة فكبر )) رواه البخاري

ولفظ التكبير (( الله أكبر)) ويجب الحذر من الألفاظ الأخري المخالفة مثلا (( الله وأكير )) أو ((

الله أكبار)) أو (( الله أجبر )) يجب مراعاة النطق .

4- رفع اليدين التكبير:-

لما رواه أبوداود عن أبي هريرة قال (( كان رسول الله إذا دخل في الصلاة رفع يديه مدا))

وصفة الرفع:-

1- إما حذو المنكبين ((أي الكتفين))

وذلك لما رواه البخاري عن ابن عمر قال ((رأيت رسول الله إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتي يحاذي

بهما منكبيه ))

2- رفع اليدين حيال الأذنين:-

وذلك لما رواه مسلم عن وائل بن حجر قال (( كان إذا كبر رفع يديه حتي يحاذي بهما أذنيه

)) وفي رواية ((فروع أذنيه))

وفي كلتا الحالتين مد المصلي أصابع يديه ولا يفرج بين أصابعه ولا يضمهما وتكون علي حالة وسط بين ذلك

لما رواه ابن خزيمة (( ولم يفرج بين أصابعه ولم يضمهما))

ويكون رفع اليدين علي ثلاث حالات:-

1- مع التكبير

2- يرفع يديه أولا ثم يكبر.

3- يكبر أولا ثم يرفع يديه.

5- يضع اليمني علي اليسري علي الصدر:-

لما رواه أبوداود عن وائل بن حجر (( كان رسول الله يضع يده اليمني علي يده اليسري ثم يشد بهما

علي صدره وهو في الصلاة))

صفة الوضع:-

إما أن يضع يده اليمني علي ظهر كفه اليسري والرسغ والساعد .

وإما أن يقبض بيمينه علي شماله.

هذا ما تيسر الآن وستكون لنا تكملة اليوم إن شاء الله مع فقه الصلاة...

نكمل فقه الصلاة ......

6- يستفتح :-

وهو الدعاء بعد تكبيرة الإحرام قبل قراءة الفاتحة.

ومن أدعية الاستفتاح:-

ما رواه البخاري عن أبو زرعة قال: حدثنا أبو هريرة قال:

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة - قال أحسبه قال

هنية - فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: (أقول:

اللهم باعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا

كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد).

وما رواه مسلم عن عمر أنه كان يقول بعد تكبيرة الإحرام (( سبحانك

اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالي جدك ولا إله غيرك))

وهناك من أدعية الاستفتاح ما لايسعه المجال...

7- قراءة الفاتحة :-

وهي ركن من أركان الصلاة لاتصح الصلاة إلا بها .

لما رواه البخاري عن عبادة بن الصامت أن النبي قال (( لاصلاة لمن لم

يقرأ بفاتحة الكتاب ))

حكم الاستعاذة هي سنة وصفتها (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من

همزه ونفخه ونفثه)) وأي صيغة أخري مادام ورد بها دليل

أما البسملة فهي واجبة في قراءة الفاتحة وتكون سرا أو جهرا

لما رواه ابن حبان عن أنس قال ((صليت خلف رسول الله وخلف أبي بكر

وخلف عمر وعثمان وكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم))

ولما رواه أحمد عن أبي هريرة أنه صلي بأصحابه ((فقرأ بسم الله الرحمن

الرحيم ثم قرأ بأم القرآن وقال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله ))...

وبعد الفراغ من الفاتحة يقول(( آمين ))

لما رواه الترمذي عن النبي ((أنه كان إذا قرأ (غير المغضوب عليهم ولا

الضالين ) قال آمين رفع بها صوته))

ولا سكت بعد الانتهاء من الفاتحة ولكن تقرأ السورة بعد الفاتحة مباشرة ولكن السكت

الثابت هو السكة قبل قراءة الفاتحة لأجل دعاء الاستفتاح والثانية بعد الانتهاء من القراءة قبل

الركوع.

- قراءة سورة بعد الفاتحة:-

وهي سنة لما رواه البخاري عن أبي هريرة قال (( في كل صلاة يقرأ فما

أسمعنا رسول الله أسمعناكم وما أخفي عنا أخفينا وإن لم تزد علي أم القرآن أجزأت وإن

زدت فهو خير لك ))

9- التكبير للركوع :-

وهو سنة لما رواه البخاري عن ابن عمر قال (( رأيت رسول الله إذا افتتح

الصلاة رفع يديه حتي يحاذي بهما منكبيه وإذا أراد أن يركع وبعدما يرفع رأسه من الركوع ولا

يرفع بين السجدتين))

ويبدأ التكبير عند الشروع في الركوع لما رواه البخاري عن أبي هريرة قال

(( كان رسول الله إذا قام إلي الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ))

ورفع اليدين يكون حذو المنكبين أو حيال الأذنين.

10- الركوع:-

وهو ركن من أركان الصلاة تبطل الركعة بتركه.

لقول النبي للمسئ صلاته كما رواه البخاري (( ثم اركع حتي تطمئن راكعا))

وكيفية الركوع:-

أن ينحني ويضع يديه علي ركبتيه ويفرج أصابعه ويقبض علي ركبته ويقيم ظهره أي يجعله

مستويا ولا يرفع رأسه ولا يخفضها ولكن يجعلها في مستوي ظهره ويباعد يديه عن جنبيه لا

يلصقهما بجنبيه.

لما رواه أبوداود عن أبي حميد قال (( ووتر يديه فتجافي عن جنبيه

)) ووتر يديه أي عوجهما عن جنبيه قليلا

ولما رواه البيهقي ((كان إذا ركع بسط ظهره وسواه )) وفي رواية

(( وكان لايصوب رأسه ويقنع ولكن بين ذلك)) أي لا يخفض رأسه

ولا يرفعه.

ولما رواه أبوداود عن أبي مسعود البدري أن رسول الله قال (( لا تجزء

صلاة رجل حتي يقيم ظهره في الركوع والسجود))

ولا يجوز قراءة القرآن في الركوع لما رواه مسلم عن النبي قال ((ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا))

ويطمئن في ركوعه لقول النبي للمسئ صلاته (( ثم اركع حتي تطمئن

راكعا))

ويقول في ركوعه (( سبحان ربي العظيم ثلاثا وإن زاد فلا بأس))

من أذكار الركوع :-

ما رواه مسلم عن عائشة أن رسول الله كان يقول في ركوعه وسجوده ((

سبوح قدوس رب الملائكة والروح)) وفي رواية (( كان رسول الله

يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ))

والأذكار كثيرة ونكتفي بهذا منها.

- القيام من الركوع:-

وهو ركن يجب الاتيان به والطمئنينة فيه لما روي في حديث المسئ صلاته

((وإذا رفعت فأقم صلبك وارفع رأسك حتي ترجع العظام إلي مفاصلها ))

ويقول عندما يرفع صلبه سمع الله لمن حمده وعندما يستوي قائما يقول ربنا ولك الحمد

لما رواه البخاري عن أبي هريرة قال (( ثم يقول سمع الله لمن حمده حين

يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد))

والتحميد له صيغ منها (( ربنا لك الحمد)) أو ((

ربنا ولك الحمد)) أو (( اللهم ربنا لك الحمد )) أو ((

اللهم ربنا ولك الحمد))

وعندما يعندل ويستوي قائما يسن له أن يقول (( اللهم ربنا لك الحمد

ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء والمجد لا

مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد)) كما رواه مسلم

عن ابن عباس.

ويرفع يديه حذو منكبيه أو حيال أذنيه هو مخير بين إرسال يديه أو وضعهما علي صدره فالأمر

فيه خلاف .

12- التكبير والهوي إلي السجود ويسجد:-

وأما رفع اليدين قبل السجود فهو غير مشهور وقد ذكر الشيخ الألباني رحمة الله عليه أن

عشرة من الصحابة كانوا يفعلوه ولكن لم يكن مشهورا وكان يفعل أحيانا فإن فعله أحد فلا

بأس ولكن لايكون علي وجه الاستمرار يجوز أن يفعل أحيانا..

والهوي إلي السجود يكون بوضع اليدين علي الأرض قبل الركبتين لما رواه الحاكم وصححه

الألباني عن رسول الله (( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير

وليضع يديه قبل ركبتيه)) وأما ما ورد من أحاديث تقول بوضع الركبتين قبل اليدين لا

يخلو كل منها من ضعف.

ثم يسجد ويطمئن في السجود لقول النبي للمسئ صلاته (( ثم اسجد حتي تطمئن ساجدا))

والسجود كون علي سبعة أعظم لما رواه البخاري عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله

قال (( إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه

)) والأنف من الوجه فيجب أن تمس الأرض .

وكيفية السجود بأن يمكن الأعظم السبعة من الأرض ويضم أصابع يديه ويوجههما إلي القبلة

ويجعل كقيه علي الأرض حذو منكبيه ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة أي يثني أصابع

رجليه ويضم رجليه إلي بعضهما حتي يلصق العقبين ببعضهما ويرفع يديه عن الأرض

ويباعدهما عن جنبيه .

لما رواه البخاري عن النبي (( أنه كان إذا صلي فرج بين يديه حتي يبدو

بياض إبطيه من ورائه))

ولما رواه أبو حميد (( أن النبي سجد واستقبل بأصابع رجليه القبلة ))

وروي أيضا (( كان يعتمد علي كفيه ويضم أصابعهما يوجههما إلي القبلة ))

ولما رواه ابن حبان عن عائشة قالت ((فقدت رسول الله وكان معي علي

فراشي فوجدته ساجدا راصا عقبيه))

ولما رواه البخاري عن أنس عن النبي قال (( اعتدلوا في السجود ولا

يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب))

ولا قراءة للقرآن في السجود للدليل الذي سبق ذكره في الركوع..

ويقول وهو ساجد ((سبحان ربي الأعلي ثلاثا وإذا زاد فلا بأس))

ومن أذكار السجود:-

هو أن يقول ما ذكرناه من أذكار الركوع آنفا..

13- ثم يكبر ويجلس:-

لما رواه مسلم في حديث المسئ صلاته (( ثم ارفع حتي تطمئن جالسا))

وهيئة الجلوس :-

أن يجلس مفترشا رجله اليسري أي يثنيها ويجلس عليها وينصب اليمني موجها أصايعها

إلي القبلة .

ويضع يديه علي فخدذيه..

ويقول وهو جالس (( رب اغفر لي )) أو ((اللهم

اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني))

14- ثم كبر ويسجد السجدة الثانية:-

وتكون كالأولي تماما.....

نكمل صفة الصلاة......

15- ثم يرفع رأسه مكبرا ويجلس جلسة خفيفة ثم يقوم للركعة الثانية:-

والجلسة الخفيفة تسمي جلسة الإستراحة وهي مشروعة لما رواه البخاري عن مالك بن الحويرث ((أنه رأي النبي صلي

فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتي يستوي قاعدا))

ومعني وتر من صلاته أي بعد الركعة الأولي أو الثالثة ويكون القيام بالإعتماد باليد علي الأرض.

16- ثم يصلي الركعة الثانية كالأولي تماما ولكن بدون تكبيرة الإحرام فهي في الأولي فقط.

17- وبعد الانتهاء من الركعة الثانية يجلس لتشهد الأول :-

وتكون الجلسة بأن يفرش رجله اليسري ويجلس عليها وينصب رجله اليمني موجها أصابعها للقبلة ويضع يديه إما علي فخذيه لما رواه مسلم

عن ابن عمر في صفة صلاة النبي (( كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمني علي فخذيه اليمني وقبض أصابعها كلها

وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسري علي فخذه اليسري))

وإما أن يضع يديه علي ركبتيه لما رواه مسلم عن ابن عمر قال (( كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسري علي ركبته

اليسري ووضع يده اليمني علي ركبته اليمني وعقد ثلاثة وخمسين وأشار بالسبابة))

ووضع اليد في هذه الحالة بأن يكون حد المرفق علي الفخذ وأصابع اليد علي الركبة هذا بالنسبة لليد اليسري.

أما بالنسبة لليد اليمني في كلتا الحالتين لها ثلاثة حالات:-

1- أن يقبض أصابعها كلها ويشير بالسبابة .

2- أن يعقد ثلاثة وخمسين بأن يضم الخنصر والبنصر والوسطي ويشير بالسبابة ويجعل الإبهام أسفل السبابة علب حرف راحة اليد.

3- أن يقبض الخنصر والبنصر ويحلق بالإبهام ويشير بالسبابة.

ومن السنة أن يحرك السبابة في كل هذه الحالات لقول النبي فيما يرويه أحمد ((لهي أشد علي الشيطان من الحديد ))

وصيغ التشهد :-

1- تشهد ابن مسعود كما يرويه البخاري ومسلم قال (( كنا إذا جلسنا خلف رسول الله في الصلاة نقول : السلام علي الله السلام علي جبريل

السلام علي ميكائيل السلام علي فلان السلام علي فلان فالتفت النبي فقال (( إن الله هو السلام فقولوا: التحيات لله

والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا

عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم علي كل عبد صالح في السموات والأرض)) ))

2- تشهد ابن عباس الذي رواه مسلم هو هو تشهد ابن مسعود ولكن بدلا من (( أشهد أن محمدا عبده ورسوله ))

((أشهد أن محمد رسول الله))

وهناك تشهد لعمر وتشهد لأبي موسي الأشعري وتشهد ابن عمر وكلها صحيحة..

وورد عن ابن مسعود أنه قال (( كنا نقول ورسول الله حي السلام عليك أيها النبي فلما مات قلنا : السلام علي النبي ))

ثم يصلي علي النبي منها ما رواه أحمد بسند صحيح (( اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم

وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم إنك حميد مجيد))

ومنها ما رواه النسائي (( اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد وبارك علي محمد وعلي آل محمد كما صليت وباركت علي

إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد))

18- ثم يقوم للركعة الثالثة مكبرا قبل القيام:-

لما رواه أبو يعلي عن أبي هريرة أن النبي (( كان إذا أراد أن يسجد كبر ثم سجد وإذا قام من القعدة كبر ثم قام))

ويجوز له التكبير بعد القيام ثم يرفع يديه بعد القيام لما رواه أبو داود عن أبي حميد قال (( كان رسول الله إذا قام من الركعتين

كبر ورفع يديه))

- فبعد أن يصلي الثالثة أو الرابعة يجلس متوركا:-

وجلسة التورك دليلها ما رواه البخاري (( كان يقعد فيه متوركا)) وروي أيضا أبو داود ((يفضي بوركه

اليسري إلي الأرض ويخرج قدمية من ناحية واحدة))

وصفة التورك:-

1-أن يخرج رجله اليسري من الجانب الأيمن مفروشة ويجلس علي مقعدته وتكون رجله اليمني منصوبة كما روي ذلك البخاري

2- أن يفرش القدمين جميعا ويخرجهما من الجانب الأيمن كما يروي ذلك أبو داود

3- أن يفرش قدمه اليمني ويجعل قدمه اليسري بين فخذه وساقه ويجلس علي مقعدته كما روي ذلك مسلم

ثم يتشهد كما ذكرنا آنفا ويكون التشهد الأول كالثاني أي بالصلاة علي النبي فهي في التشهد الأول والثاني ولكن في التشهد الثاني والأخير

زيد أنك تتعوذ من أربع عذاب جهنم وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال وهي واجبة لما رواه مسلم عن أبي

هريرة قال قال رسول الله (( إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ من أربع من عذاب جنهم ومن عذاب القبر و من فتنة

المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال)) ثم يدعو بعد ذلك بما شاء وبعد الفراغ من الدعاء يسلم عن يمينه ثم عن شماله أو

تلقاء وجهه تسليمة واحدة

لما رواه مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله كان يسلم عن يمينه وعن شماله حتي يري بياض خده السلام عليكم ورحمة الله

ولما رواه الترمذي عن عائشة أن النبي كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه

وصيغ التسليم :-

السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله عن يساره.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن يساره

ثم بعد ذلك يستغفر الله ثلاثا ويقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ثم يقرأ آية الكرسي ثم يقول لا إله إلا الله

وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه لا إله إلا الله له النعمة وله

الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .......

هكذا نكون قد أنهينا صفة صلاة النبي آمل من الله أن أكون استطعت أن أقدمها لكم في شكل مبسط يسير مفهوم وسنزيل عليها بإذن الله

بمبطلات الصلاة و مايباح فيها وما نهي عنه فيها والله أسأل أن يهدينا وإياكم إلي صراطه المستقيم.....

مبطلات الصلاة:-


1- الكلام عمدا:-

لما رواه البخاري عن زيد بن أرقم قال ((كنا نتكلم في الصلاة يكلم الرجل منا صاحبه وهو إلي جنبه في الصلاة حتي نزلت (وقوموا لله قانتين) فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام))

2- الأكل والشرب عمدا:-

أجمع أهل العلم علي من أكل أو شرب متعمدا وهو في الصلاة بطلت صلاته حتي ولو كان الأكل قليلا ولو كان بين أسنانه شئ وابتلعه متعمدا غير ناسي ولا جاهل بطلت صلاته وهذا هو الراجح

3-ترك ركن أو واجب أو شرط:-

لحديث المسئ صلاته وقد ترك الطمئنينة وهي ركن وواجبة فقال له النبي ((ارجع فصل فإنك لم تصل)) وعلي هذا
قليقاس باقي الأركان والشروط والواجبات.

4-العمل الكثير:-

قال النووي (( العمل الكثير يبطل الصلاة بلا خلاف وإن كان قليلا لا يبطلها)) والضابط في ذلك العادة وما يعتبره الناس قليلا أو كثيرا وعلي كل مادام العمل الذي يفعله المصلي لم يخرجه عن هيئة المصلي حتي إذا رآه أحد قال إنه يصلي ولم يتحول به عن القبلة فإنه لايبطل صلاته.

5-الضحك:-

أجمع أهل العلم علي أن الضحك يبطل الصلاة وقالوا لا بأس بالتبسم.

ما يباح في الصلاة:-


1- يباح المشي لسبب ما:-

لما رواه أحمد بسند صحيح عن عائشة قالت (( كان رسول الله يصلي في البيت والباب عليه مغلق فجئت فاستفتحت فمشي ففتح لي ثم رجع إلي مصلاه - ووصفت أن الباب في القبلة)) أي أن المشي لأي سبب مباح ولا يبطل الصلاة مادام المصلي مازال متجها نحو القبلة ولا تحديد لعدد الخطوات حيث إنه لم يثبت دليل بذلك.

2- يباح حمل الطفل في الصلاة:-

لما رواه الترمذي بسند صحيح عن أبي قتادة قال (( رأيت النبي يؤم الناس وعلي عاتقه أمامة بنت زينب فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها))

3- قتل الحية والعقرب في الصلاة:-

لما رواه البخاري عن أبي هريرة (( أن رسول الله أمر بقتل الأسودين في الصلاة العقرب والحية))

وغيرها يجوز قتله في الصلاة مادام يري أنه سيسبب ضررا له ولا تبطل صلاته.

4- الالتفات في الصلاة للحاجة:-

لما رواه مسلم عن جابر بن عبدالله قال (( اشتكي رسول الله فصلينا وراءه وهو قاعد فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا))ويكون الالتفات بدون لي العنق

لما رواه مسلم عن ابن عباس قال (( كان النبي يصلي يلتفت يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره))

وهذا للحاجة وأما لغير الحاجة فهو مكروه ولكنه لا يبطل الصلاة

لما رواه البخاري عن عائشة قالت: سئل رسول الله عن الالتفات في الصلاة فقال (( اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ))

5-البكاء والأنين:-

لما رواه ابن حبان عن عبدالله بن الشخير قال (( رأيت رسول الله يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء))

وأزيز المرجل هو صوت القدر

6-التسبيح للرجال والتصفيق للنساء:-

لما البخاري عن سهل بن سعد عن النبي قال (( من فاته شئ في صلاته فليسبح فإنما التصفيق للنساء))

7- الفتح علي الإمام:-

أي رده إذا أخطأ في القراءة

لما رواه أبوداود بإسناد حسن عن ابن عمر أن النبي صلي صلاة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال: لأبي ((أصليت معنا)) قال: نعم قال: ((فما منعك)) أي ما منعك أن تردنا عندما ألتبس علينا

8- الإشارة في الصلاة لرد السلام:-

لما رواه الترمذي بسند صحيح عن ابن عمر قال: قلت لبلال: كيف كان رسول الله يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة قال: يشير بيده

والإشارة تكون بأن يجعل باطن كفه إلي الأرض وظهرها لأعلي

9- الإشارة من المصلي لغيره ليفهمه شئ وهو في صلاته للحاجة:-

لما رواه ابن حبان بسند حسن عن أم سلمة قالت (( سمعت رسول الله ينهي عن الركعتين بعد العصر ثم رأيته يصليهما حين صلي العصر ثم دخل علي وعندي نسوة من بني حرام فأرسلت لإليه الجارية فقلت: قومي بجنبه وقولي له تقول لك أم سلمة يا رسول الله سمعتك تنهي عن هاتين وأراك تصليهما فإن أشار بيده فاستأخري عنه ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال: ((يابنت أبي أمة سألت عن الركعتين بعد العصر فإنه أتاني ناس من بنب عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتين))

وثبت عن معاذة العدوية أن عائشة أم المؤمنين كانت تأمر خادمتها أن تقسم المرقة فتمر بها وهي في الصلاة فتشير إليها أن زيدي وتأمر بالشئ للمسكين تومئ به وهي في الصلاة

10-يجوز له أن يحمد الله إذا رأي أو سمع ما يوجب ذلك:-

لما رواه البخاري عن سهل بن سعد قال: كان قتال بين بني عمرو بن عوف فبلغ ذلك النبي فصلي الظهر ثم أتاهم ليصلح بينهم ثم قال لبلال : (( يا بلال إذا حضرت صلاة العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس)) فلما حضرت العصر أذن بلال ثم أقام ثم قال لأبي بكر : تقدم فتقدم أبو بكر فدخل في الصلاة ثم جاء رسول الله فجعل يشق الناس حتي قام خلف أبي بكر قال : وصفح الناس وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لايلتفت فلما رأي أو بكر التصفيح لا يمسك عنه التفت فأمأ إليه رسول الله أي امض فلما قال : ثبت أبو بكر هنيهة يحمد الله علي قول رسول الله امضه......))

11- البصق والتنخم في الصلاة:-

لما رواه البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ((إذا قام أحدكم إلي الصلاة فلا يبصق أمامه فإنه يناجي ربه مادام في مصلاه ولاعن يمينه فإن عن يمينه ملكا وليبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنه))

12- منع المرور بين يدي المصلي:-

لما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: (( إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبي فليقاتله فإنما هو شيطان))

المنهيات في الصلاة:-


1- الإختصار :-

وهو وضع اليد علي الخاصرة وهي وسط الإنسان

لما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: نهي رسول الله أن يصلي الرجل مختصراً

2-النهي عن ضفرة الشعر وضمه وضم أكمام ثوبه:-

لما رواه البخاري عن ابن عباس قال : (( أن النبي أمر أن يسجد علي سبعة آراب ونهي أن يكف شعره وثوبه))

3-النهي عن التنخم في القبلة وعن اليمين:-

لما رواه البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ((إذا قام أحدكم إلي الصلاة فلا يبصق أمامه فإنه يناجي ربه مادام في مصلاه ولاعن يمينه فإن عن يمينه ملكا وليبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنه))

4- النهي عن تشبيك الأصابع في الصلاة:-

لما رواه أحمد بسند حسن عن كعب بن عجرة قال: سمعت رسول الله يقول: (( إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامدا إلي الصلاة فلا يشبكن بين يديه فإنه في صلاة))

5- النهي عن مسح الحصي في الصلاة:-

لما رواه البخاري عن معيقيب عن النبي قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد (( إن كنت فاعلا فواحدة))

6-النهي عن التلثم والسدل في الصلاة :-

والتلثم هو أن يغطي الرجل فاه بعمته والسدل هو أن يلتحف بثوب فيضع يده داخله فيركع ويسجد وهو كذلك.

لما رواه ابن ماجة بسند حسن عن أبي هريرة ((أن رسول الله نهي عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه))

7- النظر إلي ما يشغله عن الصلاة :-

لما رواه البخاري عن عائشة قالت: صلي رسول الله في خمصية لها أعلام فقال( شغلتني أعلام هذه اذهبوا بها إلي أبي جهم وأتوني إنبجانيته..))

والخميصة كساء مربع له أعلام والإنبجانية كساء بدون أعلام.

8- النهي عن رفع البصر إلي السماء:-

لما رواه البخاري عن أنس بن مالك فال: قال النبي : ما بال أقوام يرفعون أبصارخم إلي السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتي قال (( لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم))

9- الاعتماد علي اليدين:-

لما رواه أحمد بسند صحيح عن ابن عمر قال ( نهي النبي أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمدا علي يده..))

هدانا الله وإياكم إلي صراطه المستقيم..............

صلاة الجماعة


فضل صلاة الجماعة:-

روي البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (( صلاة الرجل في جماعة تضعف علي صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلي المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا صلي لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة))
وفي رواية ((ما لم يحدث فيه ,ما لم يؤذ فيه))

وري ابن خزيمة عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله يقول: ((من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشي إلي صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه))

وروي الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: ((من صلي لله أربعين يوما في جماعة يدرك تكبيرة الإحرام كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق))

وروي مسلم عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله يقول: ((من صلي العشاء في جماعة كأنما قام نصف الليل ومن صلي الصبح في جماعة فكأنما صلي الليل كله))

الترهيب من ترك الجماعة:-

روى النسائي عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله يقول: (( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لاتقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية)) أي: المنفردة

-المقصود بالجماعة التي يحصل بها الثواب هي الجماعة التي تصلي في المسجد أو ما في معني المسجد كالزوايا والمصلي المهم أنه يظهر من خلاله الجماعة أما صلاة الجماعة في البيوت فهذا لا يحصل به ثواب الجماعة
قال ابن حجر: (( أصل المشروعية إنما كان في جماعة المساجد وهو وصف معتبر لا ينبغي إلغاؤه فيختص به المسجد ويلحق به ما في معناه مما يحصل به إظهار الشعار)) أي الشعيرة.

من آداب الذهاب إلي المسجد:-

1- أن يأتي إلي الصلاة ماشيا عليه السكينة والوقار ومقارب بين خطاه ولا يسارع الخطى ولا يهرول في مشيه حتي لو سمع إقامة الصلاة لما روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: (( إذا أقيمت الصلاة فلا تأوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا))

2-عدم تشبيك الأصابع:-
لما رواه الحاكم عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم: (( إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتي المسجد كان في صلاة حتي يرجع فلا يقل هكذا- وشبك بين أصابعه-))

حكم صلاة الجماعة

صلاة الجماعة اختلف فيها أهل العلم علي أربعة أقوال منهم من قال بأنها سنة مؤكدة وهذا قول المالكية والحنفية , ومنهم من قال بأنها فرض كفاية وهذا مذهب الشافعية , ومنهم من قال بأنها فرض عين وهو مذهب الحنابلة , ومنهم من قال بأنها شرط لصحة الصلاة وهو مذهب الظاهرية.

والقول الراجح أنها فرض عين علي كل من سمع النداء ولم يمنعه من الحضور مانع شرعي وذلك :-

-لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي قال:- ((لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلي قوم لا شهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم))

وهذا يدل علي وجوب الجماعة في حق كل فرد لأنها لو لم تكن واجبة ما هم النبي بهذه العقوبة وأما كونه لم يفعلها لأنه هناك أصحاب الأعذار الذين لا يستحقون هذه العقوبة.

-ولما رواه مسلم عن أبي هريرة قال: أتي النبي رجل أعمي فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلي المسجد فسأل رسول الله أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال: ((هل تسمع النداء؟)) قال: نعم قال: ((فأجب))

صلاة الجماعة للنساء

- صلاة الجماعة ليست واجبة في حق النساء ولكن يجوز حضور الجماعة ما لم يكن متبرجات أو متطيبات
لما رواه أبوداود عن أبي هريرة أن النبي قال:- ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات))
التفل : هو عدم التطيب

- ولكن الأفضل للنساء الصلاة في بيوتهن لما رواه أبوداود عن ابن عمر أن النبي قال:- (( لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن))

- إذا صلي النسوة في البيت وكانوا جماعة يستحب لهن الصلاة في جماعة لما رواه الدارقطني أن عائشة (( أمت النساء وقامت وسطهن في صلاة مكتوبة)) .

- فإذا أمت المرأة النساء وقفت وسطهن وذلك لحديث عائشة المتقدم , ويجوز لها الجهر بالقراءة لما رواه ابن حزم ووافقه ابن قدامة أن عائشة ((أمت نساء في الفريضة في المغرب وقامت وسطهن وجهرت بالقراءة)).

- إذا حضرت النساء صلاة الجماعة مع الرجال ولم يكن بينهم حائل كان شر صفوف الرجال آخرها وشر صفوف النساء أولها وأفضل صفوف الرجال أولها وأفضل صفوف النساء آخرها وذلك لما رواه مسلم عن أبي هريرة أن النبي قال: ((خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)) ولكن إذا كان هناك حائل بين الرجال والنساء فيكون خير الصفوف أولها في حق الرجال والنساء.

ترتيب الصفوف وموقف الإمام

- إذا كان المأموم رجلا أو صبيا فإنه يقف عن يمين الإمام بجانه ويحاذيه ولا يتقدم ولا يتأخر
لما رواه البخاري عن ابن عباس ((أنه صلي خلف النبي في بيت خالته ميمونة فقال ((فقمت إلي جنبه)) ))
ولما رواه مالك عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: (( دخلت علي عمر بن الخطاب بالهاجرة فوجدته يسبح (أي يصلي) فقمت واءه فقربني حتي جعلني حذاءه عن يمينه)).

- إذا كانوا أكثر من أثنين تقدم الإمام وصف المأمومون خلفه
لما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله قال: ((قام رسول الله ليصلي فجئت فقمت عن يساره فأخذ بيدي فأدارني حتي أقامني عن يمينه ثم جاء جابر بن صخر فقام عن يسار رسول الله فأخذ بأيدينا جميعا فدفعنا حتي أقامنا خلفه)).

- إذا أمت المرأة المرأة وقفت بجانبها كحال الرجل.
- إذا أمت المرأة النساء وقفت وسطهن.

-إذا كان مع الرجلين امرأة وقف الرجل بحذاء الإمام ووقفت المرأة خلفهما فإذا كانوا ثلاثة رجال وامرأة وقف الرجلان خلف الإمام ووقفت المرأة خلفهما.
لما رواه البخاري عن أنس قال (( صليت أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي وأمي أم سليم خلفنا))

-إذا كان مع الإمام امرأة صلت خلفه.

تسوية الصفوف

وهي واجبة لما رواه البخاري عن النعمان ابن بشير عن النبي قال: (( لتسوون بين صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم )) وفي روابة (( بين قلوبكم))
ولما رواه البخاري عن أنس عن النبي قال: (( سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من إقامة الصلاة)) وفي رواية (( من تمام الصلاة))
والتسوية تكون بمحاذاة المناكب ببعضها والأكعب ببعضها وليس أطراف الأصابع كما يفعل البعض وبهذه التسوية يتم سد الخلل والفرجات بين الصفوف لما رواه أبو داوود عن ابن عمر أن رسول الله قال: (( أقيموا صفوفكم وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات الشيطان و من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله ))
ومن تسوية الصفوف إتمامها لما رواه أبو داوود عن أنس أن رسول الله قال: (( أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه ثم الذي يليه فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ))

نكمل بإذن الله

- كنا قد ذكرنا أن تسوية الصفوف تكون بأن تتقدم صفوف الرجال وتتأخر صفوف النساء أما بالنسبة للصبيان فتلي صفوف الرجال أو يقفوا مع الرجال فلا بأس بذلك.

- يلي الإمام أولو الأحلام والنهي من الرجال وذلك لما رواه مسلم عن أبي مسعود قال: قال رسول الله: (( ليلني منكم أولو الأحلام والنهي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))

- تفضل ميامن الصفوف عن شمائلها لما رواه ابن حبان عن النبي قال: (( إن الله وملائكته يصلون علي ميامن الصفوف )).

- تكره الصفوف بين الأعمدة إلا لحاجة لما رواه الترمذي عن عبد الحميد بن محمود قال: صليت مع أنس بن مالك يوم الجمعة فدفعنا إلي السواري فتقدمنا وتأخرنا فقال أنس: (( كنا نتقي هذا علي عهد رسول الله )).
ولما ؤواه ابن ماجة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: (( كنا ننهي عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها طردا )).

- الواجب علي الأئمة أن يسووا صفوف المصلين لما رواه النسائي عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله يتخلل الصف من ناحية إلي ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: (( لا تختلفوا فتخلف قلوبكم )).

- إذا لم تسو الصفوف لا تبطل الصلاة ولكن يقع الإثم علي المصلين لعدم تسوية الصفوف.

- من الأخطاء أن يتكاسل بعض المصلين عن إتمام الصفوف المتقدمة وذلك لكبر المسجد وطول المسافة التي سيسيرها وهذا خلاف هدي النبي الكريم.

- من الأخطاء أن يقوم خادم المسجد ومعه رجل أو رجلان بإنشاء صف وحدهما ولكن تصح صلاتهم ما لم يصلوا فرادى .

- هناك في بعض المساجد توضع كراسي في نهاية المسجد ليجلس عليها المرضي وهذا فيه مخالفات منها:-
- حرمانهم من ثواب الصفوف المتقدمة.
- عدم وصلهم للصفوف.
- بعدهم عن الإمام.
ولكن صلاتهم صحيحة ما لم يصلوا فرادى.

- من الأخطاء وقوف بعض الأئمة قبل تكبيرة الإحرام للدعاء وتأمين من خلفه.

- من الأخطاء هرولة بعض المسبوقين إذا وجدوا للإمام راكعا لإدراك الركعة وبعضهم يتنحنح أو يردد كلمات أو آيات لتنبيه الإمام إلي إطالة الركن لكي يدركوه وهذا كله مخالف للشرع وعليه أن يأتي بالسكينة والوقار ثم يتم ما فاته من الصلاة .

- من الأخطاء أن بعض المسبوقين إذا رأي الإمام ساجدا أو جالسا لا يدخل في الصلاة معه حتي يقف الإمام وأما إذا كان في التشهد الأخير انتظر حتي يسلم الإمام وينشئ جماعة أخري والصواب أنه متي دخل المسجد انتظم من الإمام لما رواه أبوداوود عن النبي أنه قال: (( إذا جئتم إلي الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ومن أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة )).

- من الألفاظ الواردة في تسوية الصفوف:-
(( سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من إقامة الصلاة )).
(( أقيموا صفوفكم)) ثلاثا.
(( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم)).

- لا تصح صلاة المأموم أمام الإمام إلا لضرورة .. (( وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية)).

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..

كنا قد ذكرنا أحكام المياه وعرفنا أنها تنقسم إلي أربعة أقسام وعلمنا حكم الماء إذا استعمل أو خالطه طاهر أو خالطه نجاسة
والآن نحن مع حكم آخر من أحكام المياه ألا وهو السؤر.

السؤر
هو ما تبقي في الإناء بعد الشراب من الماء.

أنواعه:-

1- سؤر الآدمي:-
وهو طاهر من كل إنسان سواء كان مسلم أو كافر أو رجل أو امرأة علي أي حال كانوا اعتبارا بالبراءة الأصلية لقوله تعالي: (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ )).

- أما طهارة سؤر المسلم
فلما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: لقيني رسول الله وأنا جنب فمشيت معه وهو آخذ بيدي فانسللت منه فانطلقت فاغتسلت ثم رجعت إليه فجلست معه فقال: (( أين كنت يا أبا هريرة؟ )) قلت: لقيتني وأنا جنب فكرهت أن أجالسك فقال رسول الله: (( إن المؤمن لا ينجس )) وفي رواية (( سبحان الله إن المؤمن لا ينجس )).

الشاهد قوله صلي الله عليه وسلم (( إن المؤمن لا ينجس )) فهذا دل علي طهارته ولعابه جزء منه فطهارة بطهارة ما تولد منه ألا وهو لحم المؤمن لآنه غير نجس فبالتالي يكون سؤره طهار لأنه المخالطة كانت بين طاهر وطاهر وهو لعاب المسلم والماء وهذا لا يؤثر في الماء في شئ.

- أما سؤر الكافر
فهو اعتبارا بالبراءة الأصلية ولما رواه البخاري أن النبي توضأ من مزادة مشركة وأكل من الشاة التي أهدتها إليه اليهودية
فمن المعلوم أن مزادة المشركة وهي عبارة عن إناء كبير يوضع به الماء لا تخلو من أن تكون هذه المرأة مسته أو شربت منه وفعل النبي من الوضوء دون استفسار عن كونها شربت منه أو لا مسته أم لا يدل علي طهارة الكفار
أما بالنسبة لقوله تعالي: ((إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)) فهذا يعني نجاسة الاعتقاد وليست نجاسة الأبدان والأعيان فهو محمول علي النجاسة المعنوية لا الحسية.

- أما بالنسبة لسؤر الحائض
فالحكم واحد فيهما وهو طهارة السؤر من كل منهما
لما رواه مسلم عن أم المؤمنين عائشة قالت: (( كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي فيضع فاه علي موضع في فيشرب ))
فلو كان سؤر الحائض غير طاهر ما شرب النبي .

2- سؤر ما يؤكل لحمه من الحيوانات:-
هو طاهر لأن لحمه طاهر ولعابه متولد من هذا اللحم فهو طاهر أيضا واعتبارا بالبراءة الأصلية وقد نقل ابن المنذر إجماع أهل العلم علي طهارة سؤر ما يؤكل لحمه.

3- سؤر الهرة:-
وهو طاهر لما رواه أبوداود عن كبشة بنت كعب بن مالك - وكانت تحت أبي قتادة - أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا, فجاءت هرة فأصغى لها الإناء حتي شربت قالت: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ قالت: نعم فقال: إن رسول الله قال: (( إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات )).

4- سؤر البغال والحمير و السباع والطيور كلها:-
وهو طاهر باعتبار البراءة الأصلية وعدم وجود دليل ينص علي نجاستها.

5- سؤر الكلب والخنزير:-
وهو نجس فالكلب لما رواه مسلم عن النبي أنه قال: (( طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب )) ومن المعلوم أن الطهارة لا تكون إلا من نجس فدل علي نجاسة لعاب الكلب وبالتالي نجاسة سؤره.
أما الخنزير فكله نجس لقوله تعالي: (( أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ )) فدل علي نجاسة لعابه ونجاسة سؤره أيضا

هذا ما فاتنا في أحكام المياه وإن شاء الله نستدرك ما فاتنا في بقية الأبواب تباعا بإذن الله