الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
يقول الامام الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه الكبائر (( موعظة : أيها المضيع لآكد الحقوق , المعتاض من بر الوالدين بالعقوق , الناسي لما يجب عليه , الغافل عما بين يديه , بر الوالدين عليك دين , وانت تتعاطاه باتباع الشين , تطلب الجنة بزعمك , وهي تحت أقدام امك , حملتك في بطنها تسعة أشهر كأنها تسعة حجج , وكابدت عند الوضع ما يذيب المهج , وأرضعتك من ثديها لبنا , وأطارت لاجلك وسنا , وغسلت بيمينها عنك الاذى , وآثرتك على نفسها بالغذا وصيرت لك حجرها مهدا وأنالتك احسانا ورفدا , فان اصابك مرض او شكاية أظهرت من الاسف فوق النهاية , وأطالت الحزن والنحيب وبذلت مالها للطبيب , ولو خيرت بين حياتك وموتها لطلبت حياتك بأعلى صوتها , هذا وكم عاملتها بسوء الخلق مرارا , فدعت لك بالتوفيق سرا وجهارا , فلما احتاجت عند الكبر اليك جعلتها من اهون الاشياء عليك , فشبعت وهي جائعة ورويت وهي قانعة وقدمت اهلك واولادك بالاحسان وقابلت اياديها بالنسيان وصعب لديك امرها وهو يسير وطال عليك عمرها وهو قصير وهجرتها وما لها سواك نصير هذا ومولاك قد نهاك عن التأفف وعاتبك في حقها بعتاب لطيف ستعاقب في دنياك بعقوق البنين وفي اخراك بالبعد عن رب العالمين يناديك بلسان التوبيخ والتهديد ( ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ) )) ا هـ