من ثمرات الإيمان بالله تعالى
للإيمان
بالله تعالى ثمرات مباركة كثيرة، منها:
1- الثناء على الله تعالى
بالأسماء الحسنى وصفات العظمة والجلال والجمال، واللهج بذكره فـي سائر
الأحوال تلذذاً بذكره، وطلباً لمثوبته، وهو من أعظم أسباب صلاح القلوب
وسلامتها، وزكاة النفوس وطهارتها، ونور البصيرة واهتدائها.
2- دعاء
الله تعالى بأسماء الحسنى وصفاته العلى بحسب الحاجات والأحوال، رغبة وثقة
بتحصيل الخير واستجارة من الشر وأهله، واستغناء بالله عن الخلق، وسكوناً
إليه واضطراراً إليه.
والدعاء من أعظم أسباب حصول النعماء، وصرف
البلاء، والوقاية من سوء ما يجري به القضاء، والنصر على الأعداء، وزيادة
الإيمان والاهتداء.
3- صدق التوكل على الله، وتفويض الأمر
إليه،والاعتماد عليه، والثقة به، والتحرر من التعلُّق بغيره.
4- نشاط
الهمة والقوة فـي المسارعة إلى الخيرات، والمنافسة فـي الأعمال الصالحات،
ومجانبة الخطيئات، والمبادرة إلى التوبة من جميع الزلات، فكلما قوي الإيمان
بالله وأسمائه وصفاته قويَ حظ العبد من هذه الأمور.
5- التصديق
بأخباره والتسليم لأحكامِه والاعتراف بحكمته وعدلـه
ورحمته،
واعتقاد أن ذلك كله صدق وحق، وأنه لحكم عظيمة وغايات سامية.
6- التسليم
لتدبيره سبحانه لملكه وتصرفه فـي خلقه وقضائه لعبده، وأنه كله عن علم تام
وقدرة باهرة وحكمة بالغة، وأنه دائرٌ بين الفضل والعدل، فإذا قضى أمراً
فإنما يقول له: كن فيكون، ولا يسأل عما يفعل وهم يُسألون.
7- تحقُّق
الأمن والهـداية للمؤمن فـي الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ
آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ
الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].
8- الفوز بالحياة الطيبة
فـي الدنيا والآخرة والأجر الحسن قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ
ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
[النحل: 97].
9- النصر المبين على الأعداء من الكافرين والمنافقين
وسائر المناوئين، قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ
آَمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ [غافر:
51].
10- الاستخلاف فـي الأرض وتمكين الدين، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ
الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾
[النور: 55].
11- اجتماع الكلمة ووحدة الصف والتعاون على تحقيق الغايات
المطلوبة شرعاً، وفي ذلك تحقيق عزة المسلمين وكرامتهم لوحدة عقيدتهم
وصحتها، فإنه لا يجمع الناس جمعاً تاماً إلا العقيدة الصحيحة التي يلتزم
بمقتضاها الجميع، وضعف التمسك بالعقيدة الصحيحة أو الضلال فـي الاعتقاد من
أساب الاختلاف والتفرق والنزاع والتعصب لغير الحق من الأهواء والأجناس
والألوان والشعارات المصطنعة، واعتبر ذلك بحال العرب ؛ فإنهم لما كانوا
ضالِّين فـي عقيدتهم كانوا مختلفين متفرقين متحاربين، قد فرَّقوا دينهم
وكانوا شيعاً، وتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون.
ثم
لما مَنَّ الله عليهم بالإيمان والعمل الصالح أجمعوا على الكتاب والسنة،
وتعاونوا على البر والتقوى، وتناهوا عن الإثم والعدوان، واعتصموا بالله
مولاهم، فاتحدوا وتحابوا وعزوا وانتصروا وسادوا الأمم وصاروا أئمة الدنيا
والعالم، وصدق الله العظيم إذ يقـول ممتنّاً على رسولـه والمؤمنين ومذك-راً
لهم بهذه النعمة العظيمة: ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ
مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ
اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[الأنفال: 63]،
ويقول: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي
قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الحجرات: 7-8].
12- امتلاء القلب من خشية الله،
وتحلِّي العبد بالتقوى لله، فإن من عرف الله تعالى حق معرفته واستشعر عظمته
وجلاله وكبرياءَهُ وذكر جماله وكماله وآلاءه امتلأ قلبه من خشية الله،
فكان أتقى لله ممن ليس كذلك، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ
عِبَادِهِ العُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، والخشية صفة عباد الله الصالحين ﴿
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ
أَحَدًا إِلَّا اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا ﴾ [الأحزاب: 39].
ولذا
لما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل الأمة معرفة بربه تبارك وتعالى
كان أعظمهم لـه خشية وأكملهم لـه تقوى، قال - صلى الله عليه وسلم -:
((والله إني أخشاكم وأتقاكم لـه))( ).
وفي قولـه ذلك قال تعالى: ﴿إِنَّ
الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ * زَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة: 7-8].
13-
الطاعة المطلقة لله تعالى والانقياد الاختياري لحكمه الشرعي، فلا يختار
المؤمن غير ما اختار الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - لـه، ولا يتحاكم
إلى غير كتابه وسنة بنيه - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا
كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ
وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 51، 52]، وقال
تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ
وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾
[الأحزاب: 36].
14- الإحسان إلى الخلق ورحمتهم والعفو عنهم والصفح،
طمعاً فـي حصول ذلك من الله لمن كان كذلك، فالراحمون يرحمهم الله، ومن عفا
عفا الله عنه، ومن غفر غفر الله له
لاتنسونى بصالح دعائكم
اختكم فى الله
هداية الله.