منابرأهل الأثر
تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 829894
ادارة المنتدي تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 103798
منابرأهل الأثر
تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 829894
ادارة المنتدي تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 103798
منابرأهل الأثر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى إسلامي للقرآن الكريم والمحاضرات والخطب الدينية الصوتية والمرئية والكتابات الإسلامية
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز _online.gif?rnd=0


 

 تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو عمار الأثري
المدير العام
المدير العام
أبو عمار الأثري


عدد المساهمات : 2064
نقاط : 2347
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
الموقع : منابر الهدى الأثرية

تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز Empty
مُساهمةموضوع: تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز   تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز I_icon_minitimeالخميس 22 أكتوبر 2009, 4:31 pm

تحفة الإخوان
بأجوبة مهمة تتعلق
بأركان الإسلام

تأليف الفقير إلى عفو ربه

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

رحمه الله

مقدمة
الحمد لله الذي خلق الثقلين لعبادته وأرسل الرسل بذلك عليهم الصلاة والسلام، وبين
في كتابه العزيز وسنة رسوله الأمين تفاصيل هذه العبادة التي خلقوا لها وأوجب على العباد
أداء ما فرض عليهم منها وترك ما حرم عليهم عن إخلاص له سبحانه ورغبة ورهبة
ووعدهم على ذلك الأجر العظيم والنعيم المقيم في دار الكرامة، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله صلى الله وسلم عليه وآله
وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذه أجوبة مهمة عن أسئلة تتعلق بالعقيدة والصلاة والزكاة والصوم والحج رأيت
جمعها في كتاب واحد ليسهل على كل مسلم مراجعتها والاستفادة منها. وسميت هذا
الكتاب " تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق ب أركان الإسلام " وأسأل الله أن ينفع ﺑﻬا
المسلمين وأن يضاعف الأجر لكل من سعى في نشرها وإيصالها إلى من يستفيد منها إنه
سبحانه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.


عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abuamar.ahlamontada.net
أبو عمار الأثري
المدير العام
المدير العام
أبو عمار الأثري


عدد المساهمات : 2064
نقاط : 2347
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
الموقع : منابر الهدى الأثرية

تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز   تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز I_icon_minitimeالخميس 22 أكتوبر 2009, 4:32 pm

العقيدة

1 - انتشرت في بعض المجتمعات الإسلامية مخالفات متعددة منها ما يقع عند بعض القبور ومنها ما يتصل بالحلف والأيمان والنذور ، وقد تختلف أحكام هذه المخالفات بين ما يكون منها من قبيل الشرك المخرج من الملة وما يكون دون ذلك ، فحبذا لو تفضل سماحتكم ببسط القول وبيان أحكام تلك المسائل عليهم ، ونصيحة أخرى لعامة المسلمين ترهيبا لهم من التساهل بأمر تلك المخالفات والتهاون بشأنها ؟

الجواب: الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد : فإن كثيرا من الناس تلتبس عليهم الأمور المشروعة بالأمور الشركية والمبتدعة حول القبور ، كما أن كثيرا منهم قد يقع في الشرك الأكبر بسبب الجهل والتقليد الأعمى .

فالواجب على أهل العلم في كل مكان أن يوضحوا للناس دينهم وأن يبينوا لهم حقيقة التوحيد ، وحقيقة الشرك . كما يجب على أهل العلم أن يوضحوا للناس وسائل الشرك وأنواع البدع الواقعة بينهم حتى يحذروها ؛ لقول الله - عز وجل - : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ } . وقال - سبحانه - : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من دل على خير فله مثل أجر فاعله » . رواه مسلم في صحيحه . وقال - أيضا - عليه الصلاة والسلام : « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا » . رواه مسلم أيضا . وفي الصحيحين عن معاوية - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين » .

والآيات والأحاديث في الدعوة إلى نشر العلم وترغيب الناس في ذلك والتحذير من الإعراض وكتمان العلم كثيرة .
أما ما يقع عند القبور من أنواع الشرك والبدع في بلدان كثيرة فهو أمر معلوم وجدير بالعناية والبيان والتحذير منه ، فمن ذلك دعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم ، وطلب شفاء المرضى ، والنصر على الأعداء ، ونحو ذلك ، وهذا كله من الشرك الأكبر الذي كان عليه أهل الجاهلية ، قال الله - سبحانه - : { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .

وقال - سبحانه - : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } . وقال - سبحانه - : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } .
والمعنى أمر وأوصى . وقال - سبحانه - : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } .

والآيات في هذا المعنى كثيرة . والعبادة التي خلق الثقلان لأجلها وأمروا بها هي توحيده سبحانه وتخصيصه بجميع الطاعات التي أمر بها من صلاة ، وصوم ، وزكاة ، وحج ، وذبح ، ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة . كما قال - سبحانه - : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } . والنسك هو العبادة ومنها الذبح كما قال - سبحانه - : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ }{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } .

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « لعن الله من ذبح لغير الله » . أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - . وقال الله - سبحانه - : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } . وقال - عز وجل - : { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } . وقال - عز وجل - في سورة فاطر : { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ }{ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } .

فأوضح - سبحانه - في هذه الآيات : أن الصلاة لغيره ، والذبح لغيره ، ودعاء الأموات والأصنام ، والأشجار ، والأحجار كل ذلك من الشرك بالله والكفر به . وأن جميع المدعوين من دونه من أنبياء أو ملائكة أو أولياء ، أو جن أو أصنام أو غيرهم لا يملكون لداعيهم نفعا ولا ضرا ، وأن دعوتهم من دونه - سبحانه - شرك وكفر ، كما أوضح - سبحانه - أنهم لا يسمعون دعاء داعيهم ، ولو سمعوا لم يستجيبوا له .

فالواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس الحذر من ذلك ، والتحذير منه ، وبيان بطلانه ، وأنه يخالف ما جاءت به الرسل - عليهم الصلاة والسلام - من الدعوة إلى توحيد الله ، وإخلاص العبادة له ، كما قال - سبحانه - : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } .

وقال - سبحانه - : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } . وقد مكث - صلى الله عليه وسلم - في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة يدعو فيها إلى الله - سبحانه - ، يحذر الناس من الشرك به ، ويوضح لهم معنى لا إله إلا الله ، فاستجاب له الأقلون ، واستكبر عن طاعته واتباعه الأكثرون ، ثم هاجر إلى المدينة ، عليه الصلاة والسلام ، فنشر الدعوة إلى الله - سبحانه - هناك بين المهاجرين والأنصار ، وجاهد في سبيل الله ، وكتب إلى الملوك والرؤساء وأوضح لهم دعوته ، وما جاء به من الهدى ، وصبر وصابر في ذلك هو وأصحابه - رضي الله عنهم - حتى ظهر دين الله ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وانتشر التوحيد وزال الشرك من مكة والمدينة ، ومن سائر الجزيرة على يده - صلى الله عليه وسلم - وعلى يد أصحابه من بعده ، ثم قام أصحابه بالدعوة إلى الله - سبحانه - والجهاد في سبيله في المشارق والمغارب حتى نصرهم الله على أعدائه ومكن لهم في الأرض ، وظهر دين الله على سائر الأديان ، كما وعد بذلك - سبحانه - في كتابه العظيم حيث قال - عز وجل - : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } .

ومن البدع ووسائل الشرك ما يفعل عند القبور من الصلاة عندها ، والقراءة عندها ، وبناء المساجد والقباب عليها ، وهذا كله بدعة ومنكر ، ومن وسائل الشرك الأكبر ، ولهذا صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » . متفق على صحته من حديث عائشة - رضي الله عنها - وفي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك » . فأوضح ، - صلى الله عليه وسلم - في هذين الحديثين وما جاء في معناهما : أن اليهود والنصارى كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، فحذر أمته من التشبه بهم باتخاذها مساجد ، والصلاة عندها ، والعكوف عندها ، والقراءة عندها ؛ لأن هذا كله من وسائل الشرك . ومن ذلك : البناء عليها ، واتخاذ القباب والستور عليها . فكل ذلك من وسائل الشرك والغلو في أهلها . كما قد وقع ذلك من اليهود والنصارى ومن جهال هذه الأمة ، حتى عبدوا أصحاب القبور ، وذبحوا لهم ، واستغاثوا بهم ، ونذروا لهم ، وطلبوا منهم شفاء المرضى ، والنصر على الأعداء . كما يعلم ذلك من عرف ما يفعل عند قبر الحسين ، والبدوي ، والشيخ عبد القادر الجيلاني ، وابن عربي وغيرهم من أنواع الشرك الأكبر ، والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن تجصيص القبور ، والقعود عليها ، والبناء عليها ، والكتابة عليها ، وما ذاك إلا لأن تجصيصها والبناء عليها من وسائل الشرك الأكبر بأهلها .

فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوبا الحذر من هذا الشرك ومن هذه البدع ، وسؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الصحيحة ، والسير على منهج سلف الأمة عما أشكل عليهم من أمور دينهم حتى يعبدوا الله على بصيرة ، عملا بقول الله - عز وجل - : { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } .

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة » . وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من يرد الله به خيرا ، يفقهه في الدين » .
ومعلوم أن العباد لم يخلقوا عبثا وإنما خلقوا لحكمة عظيمة وغاية شريفة ، وهي عبادة الله وحده دون كل ما سواه ، كما قال - عز وجل - : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } .

ولا سبيل إلى معرفة هذه العبادة إلا بتدبر الكتاب العظيم والسنة المطهرة ، ومعرفة ما أمر الله به ورسوله من أنواع العبادة وسؤال أهل العلم عما أشكل في ذلك .

وبذلك تعرف عبادة الله - سبحانه وتعالى - التي خلق العباد من أجلها ، وتؤدى على الوجه الذي شرعه الله ، وهذا هو السبيل الوحيد إلى مرضاة الله - سبحانه - والفوز بكرامته ، والنجاة من غضبه وعقابه ، وفق الله المسلمين لكل ما فيه رضاه ، ومنحهم الفقه في دينه وولى عليهم خيارهم وأصلح قادتهم ، ووفق علماء المسلمين لأداء ما يجب عليهم من الدعوة والتعليم ، والنصح والتوجيه إنه جواد كريم .

ومن أنواع الشرك الحلف بغير الله ، كالحلف بالأنبياء ، وبرأس فلان ، وحياة فلان ، والحلف بالأمانة والشرف ، وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت » . متفق على صحته . وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من حلف بشيء دون الله فقد أشرك » . رواه الإمام أحمد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بإسناد صحيح .

وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » . أخرجه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - ، وقال عليه الصلاة والسلام : « من حلف بالأمانة فليس منا » . وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : « لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ، ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون » .

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، والحلف بغير الله من الشرك الأصغر ، وقد يفضي إلى الشرك الأكبر إذا اعتقد تعظيمه مثل تعظيم الله ، أو أنه ينفع ويضر دون الله أو أنه يصلح لأن يدعى أو يستغاث به . ومن هذا الباب قول : ما شاء الله وشاء فلان . ولولا الله وفلان . وهذا من الله وفلان . وهذا كله من الشرك الأصغر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان » .

وبهذا يعلم أنه لا حرج بأن يقول : لولا الله ثم فلان ، أو هذا من الله ثم فلان . . إذا كان له تسبب في ذلك .
وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - « أن رجلا قال له : ما شاء الله وشئت ، فقال له - صلى الله عليه وسلم - : أجعلتني لله ندا ، قل ما شاء الله وحده » . فدل هذا الحديث على أنه إذا قال : ما شاء الله وحده ، فهذا هو الأكمل ، وإن قال : ما شاء الله ثم شاء فلان فلا حرج جمعا بين الأحاديث والأدلة كلها ، والله ولي التوفيق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abuamar.ahlamontada.net
أبو عمار الأثري
المدير العام
المدير العام
أبو عمار الأثري


عدد المساهمات : 2064
نقاط : 2347
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
الموقع : منابر الهدى الأثرية

تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز   تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز I_icon_minitimeالخميس 22 أكتوبر 2009, 4:32 pm

2 - يخلط بعض الناس بين التوسل بالإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومحبته وطاعته ، والتوسل بذاته وجاهه كما يقع الخلط بين التوسل بدعائه ، عليه الصلاة والسلام ، في حياته وسؤاله الدعاء بعد مماته ، وقد ترتب على هذا الخلط التباس المشروع من ذلك بالممنوع منه ، فهل من تفصيل يزيل اللبس في هذا الباب ، ويرد به على أصحاب الأهواء الذين يلبسون على المسلمين في هذه المسائل ؟

الجواب: لا شك أن كثيرا من الناس لا يفرقون بين التوسل المشروع والتوسل الممنوع بسبب الجهل وقلة من ينبههم ويرشدهم إلى الحق ، ومعلوم أن بينهما فرقا عظيما ، فالتوسل المشروع هو الذي بعث الله به الرسل ، وأنزل به الكتب ، وخلق من أجله الثقلين ، وهو عبادته - سبحانه - ومحبته ومحبة رسوله ، عليه الصلاة والسلام ، ومحبة جميع الرسل والمؤمنين والإيمان به وبكل ما أخبر الله به ورسوله من البعث والنشور ، والجنة والنار ، وسائر ما أخبر الله به ورسوله .

فهذا كله من الوسيلة الشرعية لدخول الجنة والنجاة من النار ، والسعادة في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك دعاؤه - سبحانه - والتوسل إليه بأسمائه وصفاته ومحبته ، والإيمان به وبجميع الأعمال الصالحة التي شرعها لعباده ، وجعلها وسيلة إلى مرضاته والفوز بجنته وكرامته ، والفوز أيضا بتفريج الكروب وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة ، كما قال الله - عز وجل - : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } . وقال - سبحانه - : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } . وقال - عز وجل - : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا } . وقال - عز وجل - : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } . وقال - سبحانه - : { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ } . وقال - تعالى - : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } .

هو العلم والهدى والفرقان . والآيات في هذا المعنى كثيرة . ومن التوسل المشروع التوسل إلى الله - سبحانه - بمحبة نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، والإيمان به ، واتباع شريعته ؛ لأن هذه الأمور من أعظم الأعمال الصالحات ، ومن أفضل القربات ، أما التوسل بجاهه - صلى الله عليه وسلم - أو بذاته ، أو بحقه ، أو بجاه غيره من الأنبياء والصالحين أو ذواتهم أو حقهم ، فمن البدع التي لا أصل لها ؛ بل من وسائل الشرك ، لأن الصحابة - رضي الله عنهم - وهم أعلم الناس بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبحقه لم يفعلوا ذلك ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، ولما أجدبوا في عهد عمر - رضي الله عنه - لم يذهبوا إلى قبره - صلى الله عليه وسلم - ولم يتوسلوا به ولم يدعوا عنده ؛ بل استسقى عمر - رضي الله عنه - بعمه - صلى الله عليه وسلم - العباس بن عبد المطلب أي بدعائه فقال - رضي الله عنه - وهو على المنبر : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقنا . وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون . رواه البخاري في صحيحه .

ثم أمر - رضي الله عنه - العباس أن يدعو فدعا وأمن المسلمون على دعائه فسقاهم الله - عز وجل . وقصة أهل الغار مشهورة وهي ثابتة في الصحيحين ، وخلاصتها أن ثلاثة ممن كان قبلنا آواهم المبيت والمطر إلى غار ، فدخلوا فيه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، ولم يستطيعوا دفعها ، فقالوا فيما بينهم : لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ، فدعوه - سبحانه - واستغاثوا به وتوسل أحدهم ببر والديه ، والثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة ، والثالث بأدائه الأمانة . فأزاح الله عنهم الصخرة وخرجوا ، وهذه القصة من الدلائل العظيمة على أن الأعمال الصالحة من أعظم الأسباب في تفريج الكروب والخروج من المضائق ، والعافية من شدائد الدنيا والآخرة .

أما التوسل بجاه فلان أو بحق فلان أو ذاته ، فهذا من البدع المنكرة ، ومن وسائل الشرك ، وأما دعاء الميت والاستغاثة به فذلك من الشرك الأكبر .

والصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يطلبون من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لهم ، وأن يستغيث لهم إذا أجدبوا ، ويشفع في كل ما ينفعهم حين كان حيا بينهم ، فلما توفي - صلى الله عليه وسلم - ، لم يسألوه شيئا بعد وفاته ، ولم يأتوا إلى قبره يسألونه الشفاعة أو غيرها ؛ لأنهم يعلمون أن ذلك لا يجوز بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما يجوز ذلك في حياته - صلى الله عليه وسلم - قبل موته ويوم القيامة حين يتوجه إليه المؤمنون ليشفع لهم ليقضي الله بينهم ولدخولهم الجنة ، بعدما يأتون آدم ، ونوحا ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، عليهم الصلاة والسلام ، فيعتذرون عن الشفاعة ، كل واحد يقول : نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، فإذا أتوا عيسى عليه الصلاة والسلام ، اعتذر إليهم وأرشدهم إلى أن يأتوا نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فيأتونه فيقول : « أنا لها ، أنا لها » لأن الله - سبحانه - قد وعده ذلك فيذهب ويخر ساجدا بين يدي الله - عز وجل - ويحمده بمحامد كثيرة ولا يزال ساجدا حتى يقال له : أرفع رأسك وقل تسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع .

وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وهو حديث الشفاعة المشهور ، وهذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله سبحانه - في قوله - تعالى - في سورة الإسراء : { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا }.
- صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان ، وجعلنا الله من أهل شفاعته إنه سميع قريب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abuamar.ahlamontada.net
الأثرية
إدارية
إدارية
الأثرية


تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز E8s7dt
عدد المساهمات : 1792
نقاط : 2188
تاريخ التسجيل : 20/10/2009
الموقع : موقع الشيخ رسلان

تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز   تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز I_icon_minitimeالثلاثاء 03 نوفمبر 2009, 2:09 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وجزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عمار الأثري
المدير العام
المدير العام
أبو عمار الأثري


عدد المساهمات : 2064
نقاط : 2347
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
الموقع : منابر الهدى الأثرية

تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز   تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز I_icon_minitimeالثلاثاء 03 نوفمبر 2009, 5:35 am

بارك الله بك أختي على مرورك العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abuamar.ahlamontada.net
 
تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منابرأهل الأثر :: المنبر الإسلامي الحر :: منبر العقيدة-
انتقل الى: